لا أدري كيف أبتدئ، ومن أين أبتدئ، وكيف أكتب، وكيف أُعبِّر عما بداخلي من مشاعر وأحاسيس؟، فرحيل شخص بقدْر ومكانة أخي الأكبر عبد الله بن حمد الحواس، ليس بالأمر الهين، أو السهل، فرحيل أخي عبد الله سوف يترك فجوة كبيرة لدينا، نحن أهله وأقاربه وأصدقاءه وجميع من يعرف عبد الله الحواس.. فإلى جنات الخلد يا أخي.. وإلى جنات النعيم - بإذن الله - فسوف يفتقدك الكثير، وأنا أولهم، سيفقدك أبي وأمي وإخواني وأخواتي وزوجتك وأعمامي وأخوالي وأصدقاؤك وأقاربك وطلابك وزملاؤك وكل من عرفته، سوف يفتقدك الكبير والصغير، والغني والفقير، سوف يفتقدك المساكين والفقراء والمحتاجون، سوف تفتقدك الأشجار والنخيل والورود، التي كنت تسقيها وتعتني بها، فقد أثمرت الأشجار ورحلت ولم تأكل منها، سوف تفتقدك الطيور والحيوانات التي كنت تطعمها وتسقيها، فمن عرف المرحوم، أو حتى سمع عنه فقد أحبه، فهو يجبرك على حبه واحترامه، وذلك لطيبة قلبه، وحلاوة لسانه، وأفعاله الخيّرة والجليلة، وبره بوالديه وأهله وحبه الخير لجميع الناس.. من يعرف، ومن لا يعرف، سوف يفتقدك الجميع يا عبد الله وأنا أولهم، فقد كنت نِعم الأخ والزميل والصديق والرفيق والمعلم والأستاذ والأب والأم لي أنا شخصياً، لأننا منذ الصغر ونحن مع بعض، نتقاسم كل شيء، فقد كنا نأكل ونشرب وندرس ونذهب ونسافر ونضحك ونبكي ونتسامر وننام سوياً، حتى زواجنا فقد كان في ليلة واحدة.. رحلت وتركتني يا عبد الله.. فإلى جنات الفردوس الأعلى - بإذن الله - يا أخي.. فلن أنساك ما حييت، ولن أنسى ابتسامتك الطيبة والبريئة وأفعالك الخيّرة، وبرك بوالدي ونحن إخوتك، وعزاؤنا الوحيد أنك من أهل الخير والمعروف - بإذن الله - ومن الصائمين المصلين العابدين لربهم، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.. وأكبر دليل على ذلك أفواج وأعداد المصلين والمشيعين لك، والمعزين في وفاتك، والداعين لك بالرحمة والمغفرة، لا أملك في الختام سوى الدعاء لك بالرحمة والمغفرة، وأن يغفر لك الله ويرحمك برحمته الواسعة، وأن يغسلك بالماء والثلج والبَرد، وأن ينقيك من الذنوب والخطايا، كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يجازيك بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، وأن يلهمنا الصبر والسلوان، وأن يعوِّضنا خيراً إن شاء الله، وحقي على كل من قرأ هذه الأسطر، والتي تجول بشيء مما في خاطري، بأن يدعو لأخي عبد الله بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. محرر صحفي بمكتب جريدة الجزيرة بمنطقة الجوف عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال