يلاحظ أن عمد الأحياء يمضون سنوات طويلة في مهنتهم رسمياً ويمضي بهم العمر ومع كثرة انشغالهم بأحوالهم الشخصية وعنايتهم بصحتهم تفوت عليهم كثير من المستجدات والمتغيرات، وهذه بلا شك سنة الحياة؛ فالعمر له ما بعده وتطورات الحياة وتشعباتها تحتاج نفساً وجهداً نشطاً، وعقلاً نيراً يقظاً متابعاً لكل تحرك وتجدد داخل الحي والتعرف على الساكن الجديد، ومعرفة أحوال وظروف جميع السكان والتعاون معهم في إنجاز متطلباتهم؛ لذلك كانت (الجزيرة) حاضرة في عدد من الأحياء واستنتجت رغبة ملحة لدى شرائح ممن التقت بهم في إجراء انتخابات تشرف عليها جهات الاختصاص لاختيار عمد الأحياء من فئات متعلمة نشطة تدرك ما يلقى عليها من مسؤوليات وتعمل جاهدة على تحقيق مفهوم عمدة الحي على أكمل وجه. دماء شابة نشطة يقول فيصل فهد البقمي: إن العمد في الوقت الحاضر كلهم من كبار السن ممن قد تفوت عليهم أمور كثيرة مما يحدث في الحي وقد لا يستطيع عمل شيء جديد أو إجراء أي تطوير والأهم من ذلك أن بعض العمد لا يستطيع القراءة والكتابة وفي بعض الأحيان لا يكون موجوداً في موقعه عند مراجعة أي مواطن له. فعلى المسؤولين النظر في صيغة العمدة وأن يكونوا من الدماء الشابة التي تحمل الشهادات العلمية فهؤلاء الشباب لديهم طموحات وتطورات قد تستفيد منها في المقام الأول الجهات الأمنية ولهم القدرة على التطوير والمتابعة المستمرة.وقد تكون لديهم أفكار جديدة تسهل المهمة للوصول إلى أي شخص يطلب والأهم إدخال جهاز الكمبيوتر فهو ضروري لعمل العمدة لرصد أسماء الساكنين، كما أن هناك ملاحظة مهمة وهي ضرورة ربط مكاتب العقار بالعمد لتزويدهم بصور من عقود الإيجار وتسجيل المستأجر في بيانات العمدة لتكون لدى العمدة المعرفة التامة بساكني الحي. ودعا البقمي إلى تطبيق نظام الانتخابات على العمد واستدل بأن انتخابات البلديات التي جرت في أنحاء المملكة أثبتت إمكانية إجراء انتخابات مماثلة لانتخاب العمد تحدد صيغتها الجهات ذات العلاقة. ويرى علي خميس الغامدي أن العمدة في الوقت الحاضر اسم فقط فهو يُعرف ولا يعرف وإن سئل لا يعلم ولا يدري وقد تخونه ذاكرته أو تكون إجابته: نقل من الحي؛ وهذا غير صحيح؛ لا بد أن يكون العمدة ذا دراية كاملة بأهل الحي وأن يكونوا مرتبطين بحاسب آلي لدى العمدة، وعلى جهات الاختصاص إلزام مكاتب العقار بتزويد العمدة بصورة من عقد إيجار المستأجر وأيضاً إلزام صاحب المنزل بإبلاغ العمدة بخروج المستأجر ليكون العمدة على علم بذلك. وأنا هنا أرفع صوتي مؤيداً أن يكون العمدة من فئة الشباب المتعلم المتحرك على أن تكون فترة العمدة على فترتين فقط وينتخب من قبل أهل الحي ولا تجدد له فترة ثالثة. وضم رأيه إلى الرأي السابق بأهمية إجراء انتخابات لعمد الأحياء تكون مدروسة ومنظمة بشكل يؤدي للأهداف المرجوة من تطوير أداء خدمات وأعمال العمد لتواكب مجريات النهضة الحالية. تمازج اجتماعي علي فراج الشهري، وعبد المحسن الهوساوي، وخالد السواط، وسعيد سحمي تتفق آراؤهم على أهمية تفعيل دور العمد وربطهم بمكاتب العقار حاسوبياً وتواصلهم مع سكان الحي في المناسبات والاجتماعات الدورية وحسن التعرف على أحوال كل ساكن ومتابعة ظروفه ومعاملاته ومطالبه لدى الدوائر الحكومية أو على الأقل مساعدته في التعريف به وباحتياجاته والوقوف معه إن لزم الأمر. وشدد الإخوة على أهمية انتهاج أسلوب الانتخاب لفترات محددة وبأسلوب منظم مدروس يخدم الأهداف المرجوة من أداء العمد. وأشاروا إلى ضرورة وجود العمد في مقارهم وأن تكون في أماكن بارزة يعرفها ويستدل عليها الجميع.