رغم عمق شعورنا في المجتمع السعودي بنعمة الامن في بلادنا الا ان متابعة اهتمامات المجتمع في هذه الفترة تعطي مؤشراً على ان اهتمامات فئات المجتمع قد تضاعفت وتنوعت وتكثفت حول الهاجس الامني وخاصة بعد الحوادث الاجرامية التي تعرضت لها عاصمتنا الحبيبة الرياض. وبدأ الجميع يشعر بخطر الارهاب الذي لا يفرق بين طفل وشيخ وامرأة ورجل .وهذه ظاهرة صحية وموشر ايجابي على تفاعل المواطن مع هذه الاحداث رغم انها دخيلة ومفروضة على مجتمعنا المسالم دوما. وتتمحور الاحاديث التي تدور في المجالس والصوالين والتي تعتبر «نبض الشارع» السعودي في هذه الفترة حول التدني الكبير في مستوى اداء عمد الاحياء مقارنة بدور العمد سابقاً حيث اقتصر دور العمدة على توقيع بعض الاوراق فقط وهو ما يعني تهميشا لدوره الامني الهام ومتابعته لأوضاع سكان الحي ففي السابق كان العمده يتجول في ارجاء الحي ويتفقد احواله ويقف على كافة الاوضاع. وتتنوع الآراء حول هذه القضية حيث يرى البعض ان تدني دور العمدة جاء بسبب قلة امكانياته وامتداد الاحياء السكنية بشكل كبير مقارنة بالماضي وبعض آخر يرى ان هذا ليس مبررا لأن يتخلى العمدة عن دوره ويطالبون الجهات المسؤولة عن العمدة بتوفير الامكانيات المطلوبة للعمد من اجهزة وأفراد لرصد حركة الاحياء وتسجيل التغييرات السكانية فيه من خلال السجل الالكتروني وان يتم الزام ملاك العقارات بتزويد مكتب العمدة بصورة من عقد الايجار لكل ساكن جديد حتى يتعرف العمدة على السكان ويكون لديه سجل شامل يمكنه من التعاون الجيد مع الجهات الامنية على اسس موثقة، وتتابع شرط المناطق بكافة ارجاء المملكة ومن خلال اجتماعات دورية عمل العمد وتسعى لتفعيل دورهم والاستفادة بشكل اكثر من هذا الدور في النواحي الامنية. ويقول مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء يوسف البنيان انه مما لاشك فيه ان للعمد دوراً هاماً وبارزاً في متابعة اوضاع الاحياء الا ان هذا الدور اخذ في التآكل بسبب اتساع الاحياء والمدن ووصل الى نقطة لايجب السكوت عليها حيث يقتصر دور العمد في العديد من الاحياء على توقيع بعض الاوراق والحضور لمراكز الشرطة الفرعية دون ان يكون له الدور المطلوب، وهناك بعض العمد يسعون لتطوير نشاطهم الا ان المطلوب اكثر وتتم مراجعة ادوار العمد لتفعيلها وتذليل العقبات التي قد تعيق تطوير ادائهم خاصة في ظل الظروف الحالية، وقال انه بدأ بالفعل تنفيذ نظام جيد للعمد من خلال حصر اسماء سكان الاحياء لدى العمد وطالب بضرورة تعاون المواطن والتفاعل مع هذا النظام بشكل ايجابي. ويقول السيد ابراهيم طرابيشي احد كبار السن بالمدينةالمنورة لقد فقد العمدة دوره الذي كنا نعرفه سابقاً حيث كان مركاز العمدة هو مركز الحي ففيه يعرف العمدة كل سكان الحي ويقوم باحضار اي مطلوب في اي قضية وتجد لدى العمدة اجابة على اي سؤال حول سكان الحي الذي يتولى مسؤوليته واوضاعهم ويرجع العم ابراهيم تدني هذا المستوى الى اسباب عدة اهمها اتساع الاحياء وقلة الامكانيات المتاحة للعمد لمتابعة اوضاع الحي ويرى ان يتم تعيين اكثر من مساعد للعمدة حسب مساحة الحي او توزيع الاحياء الى مساحات اصغر وتعيين عمدة لكل حي وتزويد مكتب العمدة بحاسب آلي ورجال امن ويطالب المواطنين بالمشاركة في دعم عملية تطوير العمد من خلال تبرعات مالية لتزويد مكتب العمدة بالاجهزة المطلوبة والتعاون مع العمدة وتزويده بكافة المعلومات لإدخالها في الحاسب الخاص به لتكون مرجعية موثقة عن الحي شريطة ان يتم تجديدها في كل فترة وفق حركة السكان بالحي. ويطرح المهندس الزراعي حسين محمد علي الردادي فكرة لدعم تفعيل دور العمدة وهي تعيين ادارة مستقلة لكل عمدة تتولى متابعة شؤون الحي على مدار الساعة بالتعاون مع مراكز الشرط للحد من بعض القضايا مثل السرقة والمعاكسات وتجمعات الشباب على ان تتم متابعة انجازات العمد من مراكز الشرط والتصدي لأي صورة من صور التسيب في اداء العمد.