اطلعت على آخر ما خطه المتخصص في جلد أمريكا د. عبد الله صالح العثيمين (العدد 11925 الاثنين 15-4-1426ه) وكنت لفترة قد اكتفيت بقراءة آخر سطر أو سطرين من مقالاته لأطمئن أنه لم يخرج عن طوره لكن هذا هو ما فعله هذه المرة مجدداً - سامحه الله - عندما كتب عن (عورات المتعاونين معها أو المدافعين عنها، من أمتنا، من الصعب أن يوجد من يسترها). وما دام الحديث عن عورات مكشوفة فإن الأجدر بالدكتور الحكيم أن يحدد عورات معينة لكي يوفر على الملايين الالتفات كل لحظة إلى عوراتهم أو عن عورات غيرهم. إن الخروج على الرصيف والاصطدام بالنخيل والأشجار وربما الوقوع في المسار المعاكس ليس مستبعداً على كتاب الهوج والعاطفة، لكن الأمر يتعلق بأمور جادة ومهمة جداً واستميح دكتورنا العزيز أن يغض بصره قليلاً عن العورات المكشوفة ويركز نظره على ما يلي: 1 - المملكة العربية السعودية هي منبع الإسلام ورحم العروبة، وهي أيضا بلد حديث التكوين محدود الإمكانيات المطلوبة للمقارعة على ساحة يلعب بها الكبار فقط. ومع ذلك فإن المملكة قامت بأدوار في خدمة الإسلام والعروبة تفوق إمكانياتها أضعافاً مضاعفة. 2 - ولدت المملكة فقيرة معدمة، لكن والدها العبقري الفذ عبد العزيز بن عبد الرحمن أبى أن تعيش كذلك، فعقد صفقة القرون لاستخراج الثروة الموعودة - مع أمريكا بدلا من بريطانيا التي ترعرع فيها د. عبد الله العثيمين ونضج فكرياً. 3 - البترول الذي استخرجته أمريكا بنى بلدا جديداً وسع الحرمين وأقام بيوت الله في كل بقعة ويسر العيش الرغيد لملايين المسلمين، وأرسل آلاف الطلبة لطلب العلم - بمن فيهم د.العثيمين. 4 - هذه الأمريكا، وهي اللاعب الرئيسي في الشؤون الدولية وقفت معنا في رحلة الخروج من الدهاليز المظلمة إلى نور العلم والحضارة بالرغم من انها تختلف عنا ومعنا في كل شيء تقريباً: النظام السياسي والتكوين الديني والثقافة والأهداف الاستراتيجية.. تؤيد إسرائيل بسرقة أرض إخواننا الفلسطينيين وقتلهم وتشريدهم.. احتلت أفغانستان والعراق، وفضائحها وأخطاؤها مازالت تترى لتؤمن وقوداً للحاقدين من أعدائها، هذا علاوة على أنها تخطط لنهب ثروات العالم كله.و.و.و! إذاً ما العمل؟ - معاداة أمريكا هي الخيار الأول للتيارات المجنونة التي تجتاح العالم العربي والإسلامي وتهدف إلى استغلال مشاعر الاستغراب وعدم الاستيعاب التي تعاني منها الشعوب في عجزها عن الرد على أطماع أمريكا وبشائعها عن طريق جلد الذات وتدمير الأوطان وحرق الطاقات والإمكانيات والانتحار الجماعي. - معاداة أمريكا هي النتيجة المثلى التي تطمع بها إسرائيل مُنافستنا على ود أمريكا. - أمريكا مازالت وفية لشراكتها معنا بالرغم من 11 سبتمبر والاحتلالات والتدنيس وحز رؤوس الأمريكان وقتلهم في شوارعنا وملاحقتهم في كل بقعة جهاداً ضد عدو الإسلام؟! - أمريكا فيها ما يقرب من عشرة ملايين مسلم ومئات المساجد والمراكز الإسلامية والإسلام ينتشر فيها ويزدهر افضل من أي مكان آخر في العالم الغربي. أجبني يا صديقي، لكن بمنهجية الحرف الصغير الذي يسبق اسمك لو سمحت!