في مثل هذا اليوم من عام 1969 انسحبت القوات الأمريكية من جبل آب بيا. وأعلن متحدث باسم الفرقة 101 المحمولة جواً أن القوات الأمريكية أكملت تفتيشها للجبل وأنها تواصل مهمة استطلاع عسكرية في وادي شاو. وجاء الإعلان وسط موجة من الاحتجاج العام بخصوص ما أصبح يعرف (بمعركة الهامبرجر) وكانت المعركة جزءًا من عملية ثلوج آلاباتش في وادي شاو، وبدأت العملية في العاشر من مايو عندما اشتبك مظليون من الفرقة 101 المحمولة جواً مع وحدة فيتنامية شمالية على منحدرات التل رقم 937 المعروف لدى الفيتناميين الشماليين باسم آب بيا، وتمكنت الفرقة 29 الفيتنامية الشمالية التي كانت محصنة في مواقع قتالية مجهزة من رد الهجوم الأمريكي الأول ودفع محاولة أخرى من جانب الكتيبة الأمريكية الثالثة والفرقة 187 في الرابع عشر من مايو، ودارت معركة عنيفة على مدى الأيام العشرة التالية عندما تعرضت المواقع الفيتنامية الشمالية لضربات جوية عنيفة وهجمات بالمدفعية والفرقة العاشرة مشاة، وفي العشرين من مايو, أرسل الميجور جنرال ملفين زايس كتيبتين إضافيتين من الفرقة 101 المحمولة جواً وتعزيزات متمثلة في كتيبة فيتنامية جنوبية، وتم في النهاية احتلال المواقع الشيوعية في الهجوم الحادي عشر عندما شق الجنود الأمريكيون والفيتناميون الجنوبيون طريقهم إلى قمة الجبل، وفي مواجهة هجوم الكتيبة الرابعة, تراجع الفيتناميون الشماليون إلى داخل أراضي لاوس. وخلال القتال العنيف, فقد الفيتناميون الشماليون 597 قتيلاً, بينما كانت خسائر الأمريكيين 56 قتيلاً و420 جريحاً، وبسبب القتال المرير والخسائر العالية في الأرواح, نالت معركة جبل آب بيا انتقادات واسعة في وسائل الأعلام الأمريكية التي وصفتها بمعركة (تل الهامبورجر), وهو اسم مشتق بالقطع من حقيقة تحول المعركة إلى مفرمة لحم، ولم يكن الهدف من المعركة احتلال المناطق ولكن إبقاء الفيتناميين الشماليين في حالة انعدام للوزن، ولذلك صدرت الأوامر بالانسحاب من الجبل بعد فترة قصيرة من احتلاله، واستطاع الفيتناميون الشماليون السيطرة عليه بعد شهر من انسحاب الأمريكيين منه. وأثارت الصور التي نشرتها مجلة (إنفو) للجنود الأمريكيين الذين قتلوا خلال الأسبوع الأول من المعركة حفيظة الرأي العام الأمريكي، فصدرت الأوامر للجنرال كريجتون أبرامز قائد القيادة العسكرية المعاونة في فيتنام بتفادي مثل تلك المعارك، وبسبب معركة (تل الهامبورجر) وغيرها من المعارك الشبيهة لها, حول الأمريكيون العبء العسكري عنهم على عاتق القوات الفيتنامية الجنوبية بدلاً من التورط بشكل مباشر في عمليات قتالية.