في مثل هذا اليوم من عام 1937 انضمت مصر إلى عصبة الأمم، وعصبة الأمم منظمة دولية تم تأسيسها بعد الحرب العالمية الأولى والهدف من إنشائها هو خفض التسلح العالمية وفكّ النزاعات قبل أن تتطور لتصبح مسلّحة كما حدث في الحرب العالمية الأولى، وأثبتت المؤسسة فشلها في مواجهة القوى الفاشية في العالم ومنعها وقوع الحرب العالمية الثانية مما تطلّب استبدالها بهيئة الأممالمتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. نشأت الفكرة أساساً على يد وزير الخارجية البريطاني (ايدوارد غري) وتبنّاها بشكل كبير الرئيس الأمريكي (وودرو ويلسون) الذي أراد أن يرى معاهدة فرساي تتضمّن نصّاً يدعو لإنشاء تلك المؤسسة الأممية، وقد تم بالفعل إدراج نص التأسيس في 25 يناير 1919 من الجزء الأول من المعاهدة. عقدت عصبة الأمم أول اجتماعاتها في 10 يناير 1920 وغيرت من معاهدة فرساي لتصبح النهاية الرسمية للحرب العالمية الأولى، وتجدر الإشارة الى أن العصبة كانت موفقة في حل النزاعات الثانوية العالمية في عشرينيات القرن العشرين ولكنّها وقفت عاجزة عن كوارث ثلاثينيات القرن أو الحرب العالمية الثانية مما استدعى تفكيك المؤسسة من تلقاء نفسها في 18 ابريل 1946 والاستعاضة عنا بمنظمة الأممالمتحدة. كان للعصبة مجلس يتكون من 4 مقاعد دائمة لبريطانيا، ايطاليا، فرنسا، واليابان بالإضافة إلى مقاعد أخرى غير دائمة وكانت الاجتماعات تُمثّل بمندوبين عن دول العصبة، وتمثل الإشكال في التصويت على القرارات بشكل جماعي، الأمر الذي لم يكن وارداً على أرض الواقع ناهيك عن عدم اكتمال النصاب من قبل الدول الأعضاء بعدم التمثيل الدائم في جنيف مقر العصبة، بالإضافة إلى انشغال العصبة في أمور دولية أخرى كالمحكمة الدولية، وترجع أسباب الفشل إلى العديد من العوامل مثل أنه لم يكن للعصبة قوات مسلحة واعتماد التصويت بالإجماع بدلاً من اتباع رأي الأغلبية وعدم احتواء العصبة على الدول المهمة كالولايات المتحدة، وطرد الاتحاد السوفييتي بعد غزوه لفنلندا، وانسحاب كل من ايطاليا واليابان الأعضاء الدائمين، وانضمام ألمانيا لفترة قصيرة من تاريخ العصبة وعدم فاعلية العصبة تجاه الغزو الإيطالي لإثيوبيا منتصف ثلاثينيات القرن العشرين وبطء اتخاذ القرارات التي كانت تتطلب الحسم والتفات الأعضاء المهمين لمصالحهم الوطنية وعدم الاكتراث لبقية العالم.