توعية الرأي العام نحو مشروع وطني أو مشروع إنساني كبير يطول بفائدة شرائح المجتمع بصفة عامة، أو شريحة على وجه الخصوص، بالدرجة الأولى والمحرك الأساسي والمعول المهم في نشر الوعي نحو تلك هو (الإعلام) بقنواته المتعددة التي أصبحت بين الأصابع. ولا ريب أن للإعلام دوراً كبيراً ومؤثراً في حياة الناس أفراداً وجماعات، متعلمين وغير متعلمين، ذكوراً وإناثاً. فالإعلام القوي له دور كبير ومحسوس وفعال في توجيه الرأي العام، باعتبار أن الإعلام هو السلطة الرابعة في كل دولة. وعن طريق قنوات الإعلام نستطيع أن نحقق الأهداف والآمال التي نبتغيها، شريطة الاستخدام الأمثل للإعلام كبداية انطلاقٍ نحو وعي المجتمع لمشروع معين يهم الوطن والمواطن. وكان للإعلام الدور البارز في السنوات القريبة في استثمار إدارته المختلفة لصالح (فئات ذوي الاحتياجات الخاصة)، فلم تكن نظرة المجتمع في سنوات خلت إلى هذه الفئات نظرة واقعية ومعتدلة، وربما يُعزى ذلك إلى أن هناك قصوراً إعلامياً. ولم يكن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة مثلما هو واقع في هذا الوقت، فتحولت نظرة المجتمع إلى فئات الاحتياجات الخاصة نحو الإيجابية والتعايش مع هذا العالم المليء بالشجون. كل هذا التطور في الوعي جاء عن طريق الإعلام المدروس والمعدِّ وفق خطط مدروسة ومتأنية، وكان لقيادة هذا الوطن الدور الريادي والإنساني نحو الاهتمام بهذه الفئات وذويهم، من حيث إيجاد المعاهد والمراكز التعليمية والمهنية والتأهيلية. وما انتشار الجمعيات الخيرية لهذه الفئات إلا دليل على الوعي بفضل الجهود الإعلامية بقيادة أبناء الوطن الإعلاميين، فلا أريد أن أستطرد بالحديث حول الإعلام ودوره مع هذه الفئات الغالية (فيكفي من القلادة ما أحاط بالعنق). والإعلام التربوي جزء مهم ومؤثر في تغيير الاتجاهات لدى الرأي العام؛ فهو زاخر بالكفاءات الوطنية التي أثبتت وجودها رغم ما اكتنف طريقها من مشاق ومصاعب، فقد دخلت معترك الإعلام منذ البدايات حتى أصبحت رموزاً إعلامية يقترن اسمها مع كل عمل يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة من ندوات ومؤتمرات ولقاءات داخلياً وخارجياً، فكان لأبناء الوطن المخلصين إسهامات وإضاءات في دروب ذوي الاحتياجات الخاصة، فحقَّقوا أحلاماً طالما انتظروها خلال رحلتهم الطويلة مع الإعلام. (*) وكيل مدرسة المغيرة بن شعبة وبرنامج التربية الفكرية برياض الخبراء