في هذا اليوم وفي كل يوم يشرق فجر يوم جديد مؤذنا بإطلالة تبهر الوجود وتسبي القلوب وتمتلك المشاعر فتجرها نحو الصبح المضيء ماحية من خيالها ذلك الليل البهيم الحالك. فيتسحب الهواء الطلق البارد وتختال إشعاعات الشمس المضيئة نحو من يقف أمامها فيحس بروح التفاؤل تسبي قلبه وتسيطر على مشاعره، حتى إذا انبهر الشخص في هذه الإطلالة الساحرة وغاب ضوء الشمس الجميل وتلاشى ذلك المؤثر الحسي البديع وبدأ الإنسان بممارسة عمله ونشاطه اليومي انقشعت من ذهنه تلك الخيالات وذهبت هذه التفاؤلات فأصبحت في نفسه أوهاما مجردة من كل معنى للحقيقة. فتراه يصوب ناظره ويركز حواسه على الأشياء السيئة التي تقع ولابد لها أن تقع على هذه البسيطة الزائلة ناسيا أو متناسيا الأمور الحسنة والجميلة. إن المتعمق في رؤية هذه الواقعة من خلال مجهر الصراحة والوضوح يرى أنها من أعظم أسباب سقوطنا وتخاذلنا عن موكب الحضارة الدينية والتكنولوجية. هذه الواقعة التي فشت في مجتمعنا فأصبحت كابوسا نرى من خلاله الحياة ولا يمكننا أن نراها بغيره هذه الواقعة هي (التشاؤم). إن المتشائم يرى الأشياء من حوله على أنها كلها فاشلة ولا تصلح مع أي حال ولا يمكنها الاعتدال مع الزمن ومضي الوقت وربما وصل به الأمر أن يعتقد في نفسه أيضا هذا الاعتقاد القاصر. ولا يخفى على كل عاقل ما لأثر هذا الاعتقاد من إحباط للهمم وتكسير لكل معاني التقدم والرقي في الحياة. أخي القارئ: سؤال يطرح نفسه قد هام في وديان الحيرة بحثا عن جواب مقنع له لكنه لم يصل إليه بعد: لماذا نحن ندقق في الأشياء السيئة ونجعلها كأنها كابوس بإمكانه القضاء علينا؟؟ بل لماذا نترك الأشياء الحسنة ولا نعيرها أي اهتمام ولا نملكها إحساسنا؟؟ أخي القارئ: هذه الأسئلة وكلٌّ معه مفتاح الحل ويستطيع أن يحل العقدة بطريقته وأن يصل إلى الجواب ببديهته. وأخيرا أذكركم بحديث الرسول صلّى الله عليه وسلم الذي يقول فيه (تفاءلوا بالخير تجدوه) فلنطرح التشاؤم ولنرفع راية التفاؤل ولنبشر بالخير كما بشّرنا به رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلم.