يظل النهوض بالبحث العلمي وتحديثه أحد التحديات التي تواجه العالم العربي وصولا إلى تحقيق الإنجازات والتنمية الشاملة وحول البحث العلمي واقعة ومستقبله التقت (الجزيرة) في هذا الحوار الدكتور أحمد فؤاد باشا نائب رئيس جامعة القاهرة السابق لشئون البيئة وخدمة المجتمع والعميد السابق لكلية العلوم والذي تشغله العديد من القضايا العلمية والبحثية مثل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، كما أنه عضو بمجمع اللغة العربية وصاحب العديد من المؤلفات اشهرها كتاب (رحيق العلم والايمان) إلى جانب اشرافه على العديد من الابحاث والدراسات العلمية في مصر .. وإلى وقائع الحوار * كيف ترون واقع البحث العلمي في الوطن العربي؟ - لا يختلف اثنان على ان واقع البحث العلمي في الوطن العربي متردٍ في وقت أصبح واضحا فيه دور العلم والبحث العلمي في حماية الأمن القومي للأمة العربية وهذا الواقع المتردي جاء نتيجة سياسات خاطئة من جانب وتهميش أو اغفال من جانب آخر لهذا الدور الخطير الذي تعول عليه كل الأمم في الحفاظ على امنها بل وتستعين به في نشر ثقافتها أو في فرض هيمنتها فكلمة العلم أصبحت مرادفة تماما لكلمة القوة، ومن يمتلك زمام العلم يمتلك في نفس الوقت زمام القوة التي تحسم الصراع الحضاري الدائر الآن. * وكيف يمكن النهوض بالمستوى العلمي للباحثين؟ - النهوض له طرق معروفة سلكها كل من عرف طريقها إلى التقدم ويمكن لنا ان نسلك الطريقة نفسها مع الوضع في الاعتبار خصوصياتنا التي تميزنا عن الآخرين ومنها المقومات التربوية والروحية التي تدعم هذه الصناعة وهذه المقومات تتمثل في الحفاظ على العقيدة واللغة والرصيد الحضاري. * هل للسياسات العربية دور في النهوض بمستوى البحث العلمي؟ - لا شك ان ما يشاهده العالم العربي من فرقة وانقسام وتنوع في السياسات لا يخدم التطور والتقدم في مختلف المجالات بما فيها المجال العلمي الذي أصبح كما اشرت صناعة ثقيلة تحتاج الىجهود القادرين أفرادا ومؤسسات ودولا وهذا ما يحدث في الدول المتقدمة فعندما أنشأت أمريكا معملا لأبحاث الطاقة العالمية يحتاج إلى تكاليف باهظة تعاونت ست دول اوربية لانشاء معمل مماثل حتى لا يفوتها التقدم وامتنا العربية غنية بعقولها وامكانانيتها التي تشكل قاعدة علمية قوية إذا ما أحسن التخطيط لذلك. * وما هودور المنظمات الحكومية في ذلك؟ - دورها لا يقل أهمية عن دورالدولة خاصة وان المنظمات الأهلية وقطاعات الانتاج والخدمات هي المستفيد لأول من ثمار البحث العلمي والعلاقة بينهما علاقة تبادلية أخذ وعطاء؛ فبقدر ما ينفق على البحث العلمي بقدر ما يكون العائد. * وما هي سبل هذا الارتقاء؟ - يجب أن يعاد النظر في الخطط والدراسات العليا جذريا.. يمكن ان نأخذ في الاعتبار تجارب غيرنا بالإضافة إلى مقوماتنا الذاتية وخير طريق لتفعيل هذه الخطط ان تربط البحوث العلمية بمشكلات المجتمع حتى تأتي فائدة مزدوجة لتقدم العلم والارتقاء بالمجتمع في آن واحد. * ما مسؤولية العلماء والباحثين تجاه قضايا المجتمع؟ - العلماء والباحثون جزء من نسيج المجتمع وعليهم يقع العبء الأكبر ولهذا فان عليهم مسؤولية كبرى في استشعار نبض شعوبهم حتى يرتقي الذوق العلمي وتزول الأمية العلمية التي تقف حجر عثرة أمام كل محاولات التقدم والاصلاح.