في مثل هذا اليوم من عام 1953م وجّه رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل انتقاداً حاداً لنظرية الدومينو التي كانت إدارة الرئيس الأمريكي داويت أيزنهاور تروج لها في مطلع الخمسينيات لتبرير التدخلات العسكرية الأمريكية في مختلف مناطق العالم. وكان وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت جون فوستر دالاس أول من تحدث عن هذه النظرية عندما كان يتحدث عن مخاطر سقوط أي دولة من دول العالم الثالث في قبضة الشيوعية على أساس أن سقوط هذه الدولة يفتح الباب أمام دول أخرى في المنطقة التي توجد بها للسقوط في قبضة الشيوعية على التوالي على طريقة أحجار الدومينو المصطفة فوق بعضها البعض. وفي عام 1954م عاد الرئيس أيزنهاور ليستخدم النظرية نفسها في حديثه عن الأهمية الاستراتيجية لفيتنام، فقال: (إذا وضعت خطاً من أحجار الدومينو ودفعت الحجر الأول فإنها ستتساقط الواحد تلو الآخر بشكل سريع، لذا إذا خضعت فيتنام للشيوعية باتباعها لبلدان جنوب شرقي آسيا فسوف تجعل أستراليا ونيوزيلندا مُعرضتين للخطر في النهاية). وقد كانت نظرية الدومينو القوة المحركة لسياسة أمريكا الخارجية في أماكن أخرى في العالم. فعلى سبيل المثال يبدو أن الرئيس ريجان كان يعتقد أنه إذا ربح رجال الساندينيستا في نيكاراجوا فسوف تُصبح أمريكا الوسطى شيوعية برمتها وتصبح تكساس عرضة للخطر لذلك كان يدعم متمردي الكونترا المناوئين لحكم جبهة الساندينيستا اليسارية في نيكاراجو رغم وجود قانون من الكونجرس يحظر تقديم هذا الدعم، وهو ما أدى إلى تفجير فضيحة إيران كونترا جيت عندما كشفت مجلة الشراع اللبنانية عن قيام الولاياتالمتحدة ببيع أسلحة إلى إيران سراً واستخدام عائدات هذه المبيعات في دعم متمردي الكونترا.