في مثل هذا اليوم من عام 1998م رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني افتتاح سد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في وادي بيشة. وعند وصول سمو ولي العهد مقر السد كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل ومعالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر ومحافظ بيشة حسين بن عبدالله آل زلفة ووكيل وزارة الزراعة لشؤون المياه عبدالله المساعد وكبار المسؤولين في الوزارة. وفور وصول سمو ولي العهد عزف السلام الملكي. وبعد أن أخذ سموه مكانه في الحفل بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم. ثم ألقى معالي وزير الزراعة والمياه كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد وصحبه الكرام وسجل فيها اعتزاز وزارة الزراعة والمياه بافتتاح هذا المنجز التنموي. وأكد معاليه أن افتتاح هذا السد العملاق جاء متوجاً لمنظومة من السدود الكثيرة مختلفة الأحجام التي أقامتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين في تدعيم مصادر المياه لأغراض الري الزراعي وأغراض الشرب لينعم المواطنون والمقيمون والحجاج والعمار بالمياه العذبة التي يتم توفيرها من مختلف المصادر الجوفية والبحرية باستخدام أحدث التقنيات العالمية. وبين أن عدد محطات التقنية في المملكة المقامة على مصادر المياه الجوفية وصلت إلى خمسين محطة ومشروعاً إضافة إلى المشروعات الصغرى التي وصلت إلى 1100 مشروع متكامل إلى جانب توفير خمسمائة وسبعين ألف رد لسقيا المياه بالناقلات سنوياً تستفيد منها حوالي 3400 قرية في أنحاء المملكة إضافة إلى مياه التحلية التي يتم إنتاجها عبر 25 محطة تحلية مقامة في 15 موقعاً توفر في مجموعها 520 مليون جالون يومياً. واستعرض جهود وزارة الزراعة والمياه في دراسة إقامة السدود لما لها من أهمية قصوى في برامج التنمية إذ بلغ عددها بفضل الله 211 سداً منها 25 سداً يجري العمل في تنفيذها حالياً. وقدم معالي وزير الزراعة والمياه في كلمته إيجازاً عن سد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في بيشة الذي بلغت تكاليفه الإجمالية 246 مليون ريال ويصل ارتفاعه إلى 103 أمتار بسماكة ثمانين متراً عند القاع وبعرض 507 أمتار وبطول 225 متراً مربعاً للمفيض وأربعة مخارج لتصريف المياه، وبلغت كمية الخرسانة المستخدمة في إنشاء السد مليوناً وخمسمائة ألف متر مكعب وبإمكان هذا السد العملاق حجز ما مقداره 325 مليون متر مكعب من مياه الأمطار. بعد ذلك أعلن معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر عن صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الكريم بالموافقة على اعتماد مبلغ 84.000.000 (أربعة وثمانون مليون ريال) في ميزانية وزارة الزراعة والمياه للعام المالي القادم 1419-1420ه لإنشاء محطة تنقية على سد الملك فهد بوادي بيشة بطاقة 40.000 (أربعون ألف متر مكعب) من المياه يومياً وإنشاء خط ناقل للمياه من السد إلى محافظة بيشة بطول 40 (أربعون كيلومتراً) لتوفير مياه الشرب لأهالي بيشة. وبين معاليه أن هذا الأمر الملكي الكريم يأتي حرصاً من خادم الحرمين الشريفين أيده الله على الاستفادة القصوى من إمكانات هذا السد وتسخيرها كمصدر دائم بإذن الله تعالى لتوفير مياه الشرب لهذه المنطقة التي تعاني من ندرة المياه وقلة مصادرها.كما يأتي تتويجاً للجهود المخلصة والمتابعة المستمرة من لدن سمو ولي العهد لإنجاز هذا المشروع الحيوي المهم. ورفع معالي وزير الزراعة والمياه باسم الجميع لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين خالص المحبة والتقدير وسأل الله تعالى أن يسدد على دروب الخير خطاهم ويحفظهما للوطن. بعد ذلك اطلع سمو ولي العهد على الخرائط المجسمة للأودية الرئيسة التي تصل إلى بحيرة السد والتي توضح نهاية امتداد مجرى وادي بيشة واستمع إلى إيجاز عن مراحل تنفيذ السد حيث قال سموه: (نحمد الله أن هذه المعجزة وهذا الإنجاز قد تم وبني بأيدٍ وعقول سعودية كما أن المقاول أيضاً سعودي وجميع الأبناء والمهندسين الذين يعملون في هذا السد وفي وزارة الزراعة كلهم سعوديون وهذا ولله الحمد هو الإنجاز المهم). وعند إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للسد قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز: (أعوذ بالله من الشيطان، بسم الله الرحمن الرحيم وجعلنا من الماء كل شيء حي، اللهم اجعل فيه الخير والبركة لشعب المملكة العربية السعودية وأهالي منطقة بيشة خاصة). ثم قص سمو ولي العهد الشريط قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم.