كنت في رحلة علمية لولاية كليفورنيا الأمريكية رمضان الماضي لحضور مؤتمر علمي دولي وبعد الانتهاء من المؤتمر عرجت على مدينة سان فرانسيسكو لزيارة إحدى معالمها وهو الجسر المعلق (Golden Gate) فتوقفت عجبا بهذا الجسر وسحره وتخيلت لو أن هذا الجسر فوق الرمال الذهبية ماذا يكون؟ هذه بعض الحقائق عن هذا الجسر، الجسر أُنهي إنشاؤه عام 1937م وبطول يقارب لثلاث كيلو مترات ويزوره حوالي تسعة ملايين سائح من حول العالم سنويا، ماذا تتوقع عن المردود الاقتصادي، لو ان كل سائح دفع الف دولار بالمتوسط، لمدينة سان فرانسيسكو وأمريكا؟!إذاً ماذا عن جسر معلق فوق رمال النفوذ ليكون أول جسر عالمي يجتاز الرمال وتكون المملكة من الدول السباقة لمثل هذا المشروع كما عودتنا هذه المملكة الحبيبة ويكون رديفاً لجسر الملك فهد وعقبات الجنوب والجسر المعلق (وادي لبن) بالرياض.. الخ؟ان الجسر المعلق فوق الرمال - من وجهة نظري - سوف يكون قبلة للسياح من الداخل والخارج ويكون معلما حضاريا ورابطا بين الاصالة والتطور.أخيرا لا أعتقد ان بناء جسر معلق فوق الرمال لمسافة قصيرة (20 - 30كم) أو حسب رؤية المختصين وبمنطقة تكون الرمال متحركة شبيهة لأمواج البحر مكلفاً إذا ما اخذنا بعين الاعتبار المردود الاقتصادي والحضاري على المدى البعيد للمملكة وخصوصا الجوف وحايل. واعتقد ان الجسر المعلق فوق الرمال له فوائد من حيث تقليل تكاليف الصيانة الوقائية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الرمال المتحركة الدائمة. ان مثل هذا المشروع يحتاج حملة دعائية منظمة داخلية وخارجية خلال تنفيذ المشروع وما تم إنجازه وعند افتتاحه لجذب السائح مشابه لافتتاح أعلى جسر معلق عالمياً في جنوبفرنسا (Viaduc de Millau Bridge) الذي افتتحه سيادة الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل عدة أشهر.انني أوجه رسالتي هذه لمعالي وزير النقل وسمو أمين الهيئة العامة للسياحة لدراسة هذه الفكرة بجد قبل الانتهاء من مشروع طريق الجوف - حايل (المملكة العالم) ليكون رافداً اقتصادياً للأجيال القادمة. [email protected]