فَقَدَ الوسط الإعلامي بتبوك إثر حادث مروري مؤسف أربعة من الزملاء منسوبي وزارة الثقافة والإعلام مساء يوم الخميس 19-3-1426ه على طريق (ضباء - شرما). والزملاء الذين توفوا هم: 1- أنور نايف العساف. 2- رافع عبدالرحمن العمري. 3- علاء الدين علي مخاشن. 4- محمد سودان العمراني. ولقد تلقينا الخبر ونحن نقول {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، فأنا التقيت بهم جميعا - رحمهم الله - في المناسبات والتغطيات الصحفية، وكنت على علاقة صداقة واخوة مع أخي المرحوم أنور نايف العساف - مصور وكالة الأنباء السعودي بتبوك - فهو قبل ذلك زميل دراسة في المرحلة الثانوية، وكان متعاونا مع مكتب جريدة الجزيرة بتبوك، وطيلة عملي في الصحافة كنت التقي به في كافة المناسبات الصحفية، بل كنت التقي به في أوقات الفراغ.. كان يزورني في المنزل والمكتب وكنت أزوره أنا كذلك. كان - رحمه الله - باراً بوالدته وباخوته كونه أكبر الأسرة ومَنْ تحمل مسؤولية القيام عليها، خصوصا ان والده - رحمه الله - توفي وهو في سن صغيرة. كان نعم الأب والأخ لكافة أسرته، وقد تحمل هذه المسؤولية بكل أمانة، وكافح وجاهد في هذه الحياة الفانية من أجل كسب رزقه وأسرته بالحلال، فكان لرضا الوالدين عليه وأمه بعد وفاة أبيه أبلغ الأثر في محبة الناس له.. كل من عرفه عرف مدى البر الذي يقدمه لوالدته التي تحملت الصدمة في فقدانه بتفويض هذا الأمر لله واقتناعها بأن لكل أجل كتابا. لقد كان يقوم بدفع ايجارات المنزل الذي يسكنه وزوجته وأطفاله، وكذلك ايجار المنزل الآخر الذي فيه بقية الأسرة. كان - رحمه الله - مخلصا في عمله، محبوبا بين الجميع، فلم أعلم انه - رحمه الله - قد حدثت بينه وبين أي زميل أية خصومة، فكان بشوشا مرحا محبا للخير متسامحا. لقد كان الحضور الكثيف من المعزين أثناء تشييع جنازة كافة المتوفين أثناء الصلاة عليهم في جامع الملك فهد بتبوك وفي المقبرة دليلا على حب الناس لهم - رحمهم الله -، كما أن منزل المرحوم أنور العساف - وقد كنت من ضمن المعزين الذين حضروا لمنزله وان كنا نحن كأسرته وما أصابهم أصابنا - كان الحضور به كثيفاً، وقد التقيت بطفله نايف الذي لم يتجاوز الأعوام العشرة، ورأيت الحزن في عيني هذا الطفل، فقد كان أول من التقى بي عند مقر العزاء، وأوصلني الى مجلس العزاء، فكان - ورغم صغر سنه - نعم الرجل، فإن شاء الله يكون عوضا فيما فقدناه في أبيه رحمه الله. لا أنسى أخي الفقيد المرحوم أنور نايف العساف وكلماته لي قبل عامين عندما حضر لي في المنزل وقدم تعازيه لي في وفاة شقيقي الشاب علي محمد العطوي، الذي توفي كذلك في حادث مروري، وكلماته لي وطلبه مني الاحتساب وطلب المغفرة له. إن القلب ليحزن، والعين لتدمع على فراقكم جميعاً، ولا أملك إلا أن أقول {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.