أهدت جارية من جواري المأمون تفاحة إليه وكتبت معها: فكرت في هدية تخف مؤونتها وتهون كلفتها ويحل موقعها فلم أجد إلا أن أهدي إليك تفاحة هي أحسن الفاكهة، قد اجتمع فيها ألوان قوس قزح من الصفرة الدرية والحمرة والشقرة الذهبية وبياض الفضة.. تلتذ بها الحواس: العين ببهجتها والأنف بريحها والفم بطعمها. إن حملتها لم تؤذك وإن رماك بها أحد لم تؤلمك فتناولها بيمينك ولا تبعدها عن عينيك، فإذا طال لبثها عندك، ومقامها بين يديك وخفت أن تزول بهجتها وتذهب نضرتها فكلها هنيئاً مريئاً.