إنّ ما تمر به بلاد المسلمين في الحاضر وما مرت به في سالف العصور والأزمان وخصوصاً بلادنا الحبيبة مهبط الوحي أرض الأمن والإيمان وموطن الإسلام والعلم والسنة لهو امتداد لتلك الفتنة التي خرجت على عهد رسولنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله واصحابه وسلم. وكان إمامها هو ذو الخويصرة الحرقوس بن زهير السعدي الذي أنكر على رسول الله عليه وعلى آله صلوات ربي وسلم القسمة حيث قال له اعدل فإنك لم تعدل، وقال إنها قسمة ما أريد بها وجه الله. سبحان الله، هذا في عهد رسول الله صلى عليه وسلم فكيف بهذا العهد والعهود التي قبلنا وماذا سوف يكون في العهود القادمة؟ .. فالذي نراه في وقتنا الحاضر من زعماء هذا الفكر المنحرف ومن هو على شاكلتهم ومن تحت أيديهم ويقول بفكرهم لهو امتداد لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يخرج من ضئضئي هذا، أي: ذو الخويصرة سالف الذكر - أناس تحتقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم وقراءاتكم عند قراءتهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أولئك شرار الخلق عند الله، شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه)! ومن الأحاديث التي وردت في ذكرهم ما أخرجه البخاري في كتابه وهو قوله صلى الله عليه وسلم (يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة). وقد حصل من الخوارج التصريح بالتكفير كما في قصتهم مع علي رضي الله عنه أمير المؤمنين بالتحكيم الذي حصل بينه وبين معاوية رضي الله عنه وأرادوا خلعه، فخرجوا عليه ولذلك أطلق عليهم خوارج. فالذي يظهر لنا في هذا الوقت من فعل هؤلاء انهم خوارج أرادوا زعزعة أمن بلاد المسلمين والإفساد عليهم معايشهم ونشر الفرقة في بلادهم والقتل والتشريد .. يقول الله عز وجل: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. وقوله تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}. فهذا الطريق والمنهج فكر الخوارج أمره عظيم وخطره جسيم، فالحذر، الحذر من الوقوع فيه والانزلاق في مهاويه مهاوي الردى والضلال. نسأل الله السلامة والعافية من كل سوء وأن يديم علينا وعلى المسلمين نعمة الامن والإيمان وأن يحفظ ولاة أمورنا وعلماءنا من كل سوء ومكروه وأن يحفظ شبابنا من أفكار الهدم والهوى أفكار الضلال والتكفير. إنه سميع مجيب وبالإجابة قدير. عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الغاط