إن بعض الأسر التي لديها أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة لا تحرص على إلحاقهم بالمدارس المخصصة لهم، ولا حتى في المدارس الأهلية أو برامج الدمج.. وذلك للنظرة القاصرة لدى بعض الأسر، أو أربابها تجاه المعاق، حيث إن البعض منهم يعتقد أن المعاق لا يستطيع التعلُّم وتلقي العلم، والبعض الآخر لا يريد أن يفصح للآخرين أن لديه في منزله معاقاً، أو معاقين خوفاً على سمعة الأسرة ومستقبل البقية من أفراد الأسرة والبعض الآخر من باب الشفقة (شفقة الأم) على المعاق وعدم الرغبة في تحميله ما لا يطيقه في التعليم.. وهناك أسباب مختلفة وكثيرة لا يتسع المقام لذكرها، ولكن حرصت على ذكر أهمها وأبرزها، ولم أتكلم عن هذا من فراغ بل من واقع لمسته بنفسي. وحكومة خادم الحرمين الشريفين ورائد التعليم الأول لم تأل جهداً في الحرص على تعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وقد بذلت لهم الكثير، ووزارة التربية والتعليم ممثلة في الأمانة العامة للتربية الخاصة حريصة كل الحرص على تعليم هذه الفئة من أبناء الوطن الغالي، ولكن وزارة التربية والتعليم والأمانة العامة للتربية الخاصة لا تستطيع القيام بمهام التعليم والمصلح الاجتماعي في نفس الوقت.. وذلك من خلال علاقتي ببعض المدرسين ومديري المعاهد المخلصين والحريصين على تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.. إنهم أصبحوا يقومون بزيارات متتالية لبعض أسر ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك لإقناعهم بتعليم أبنائهم وإلحاقهم بالمعاهد المخصصة لهم، وهذا من منطلق حرصهم على تعليم هذه الفئة ويشكرون على ذلك. ولكن دون التعاون من وزارة الشؤون الاجتماعية معهم في هذا الخصوص فلن يكون هناك تقدم في القضاء على ظاهرة منع ذوي الاحتياجات الخاصة من التعليم حتى لو لم تكن ظاهرة ملموسة، ولكن من باب الحرص على الحد منها وعدم اتساعها، ويتمثَّل دور وزارة الشؤون الاجتماعية في هذه المسألة بالتالي: 1- القيام بزيارة كل أسرة تمانع في تعليم المعاقين لديها ومعرفة الأسباب المانعة لذلك ودراستها وتذليل الصعوبات التي تواجههم مع التأكيد للأسرة أن التعليم يحل مشاكل كثيرة بالنسبة للمعاق، منها النفسية والاجتماعية والمادية. 2 - ربط الإعانة التي يستحقها المعاق من وزارة الشؤون الاجتماعية بتعريف من جهة تعليمه إذا كان ممن تنطبق عليهم شروط التعليم ويوضح في التعريف أن المذكور منتظم بالتعليم دون انقطاع. 3 - طلبات الاستقدام من أسر المعاقين إذا كان الطلب يخص المعاق يربط بتعريف من الجهة التعليمية التابع لها إذا كان ممن ينطبق عليه شروط التعليم. بهذه الشروط والضوابط نستطيع أن نجعل الكثير ممن حرموا من التعليم من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يلتحقوا به، كما أن لوزارة الإعلام دوراً كبيراً في القضاء على هذه الظاهرة من خلال عمل برامج توعوية موجهة لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع الأمانة العامة للتربية الخاصة تحثهم على ضرورة تعليم أبنائهم. [email protected]