خصصت أمانة منطقة الرياض في احتفالاتها بعيد الفطر المبارك هذا العام عددًا كبيرًا من الفعاليات لذوي الاحتياجات الخاصَّة لتشاركهم فرحة العيد وتعزيز تواصلهم مع أقرانهم من الأصحاء في التعبير عن الفرحة والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية. حول مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصَّة والمعاقين في احتفالات عيد الرياض وانطباعاتهم عن الفعاليات المقدمة لهم ومدى استفادتهم منها عبر عدد من أفراد هذه الفئة الغالية عن تقديرهم لجهود أمانة منطقة الرياض في احتضان ذوي الاحتياجات الخاصَّة وتهيئة كافة الإمكانات لاستقبالهم في مواقع احتفالات العيد. وفي هذا الإطار قال الشاب عبد الله الضعيان، من ذوي الاحتياجات الخاصَّة: إن الفعاليات التي تقدمها الأمانة للمعاقين في عيد الفطر المبارك من خلال مراكز وجمعيات رعاية المعاقين تتيح لجميع المعاقين المشاركة في الاحتفالات، حيث يَتمُّ توزيع الورود والإعلام ومشاهدة العروض الترفيهية وممارسة بعض الألعاب. وأوضح المعاق عبد العزيز الذياب أن عناية أمانة مدينة الرياض بالمعاقين ممتازة وجهودها كبيرة ويكفي أنها الأمانة الأولى التي تبادر لإنشاء أول مركز على مستوى الخليج يتوفر فيه احتياجات المعاقين من ألعاب رياضية وبرامج ترفيهية، مشيرًا إلى أن الأمانة كل عام تضع لهم برنامجًا خاصًا للمشاركة في احتفالات العيد والاندماج مع بقية أفراد المجتمع، فنحن نشارك في الفعاليات الخارجيَّة كالحدائق والمتنزهات، حيث تقدم الأمانة جميع التسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصَّة في هذه المواقع. وقال ناصر الخضير من ذوي الاحتياجات الخاصَّة: إن أمانة مدينة الرياض لم تقصر في رعاية المعاقين وتبذل جهودها لكي توفر الترفية الهادف لهم، وهناك نصيب كبير لذوي الاحتياجات الخاصَّة في احتفالات عيد الفطر المبارك على مدى أيام العيد الثلاثة، مشيرًا إلى أن ذلك يسهم في تواصل ذوي الاحتياجات الخاصَّة مع بقية أفراد المجتمع، حيث يحرص عدد كبير من المعاقين على المشاركة في الفعاليات الاحتفالية. وأثنى المعاق عبد الله الدوسري على الجهود التي تبذلها أمانة مدينة الرياض لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصَّة وتسهيل مشاركتهم في احتفالات العيد والتعريف بالمشكلات والصعوبات التي تواجههم، وتغيير النظرة القاصرة لدى البعض عن هذه الفئة، مشيرًا إلى انها قامت ببناء مركز لذوي الاحتياجات الخاصَّة الذي يُعدُّ الأول في دول الخليج وأن الجهود تتطوّر من عام لآخر. وطالب الدوسري بزيادة فعاليات عيد الفطر المبارك، وتنويع الفعاليات الترفيهية لذوي الاحتياجات الخاصَّة. من جانبها، تُؤكِّد أمل المحمد أستاذة التربية الخاصَّة: إن مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصَّة والمعاقين في المناسبات والاحتفالات تعزز من مفهوم تواصل المعاق مع المجتمع، ومساواته بالأصحاء، فالمعاقون في المملكة العربيَّة السعوديَّة يمثِّلون 4 في المئة من سكان المملكة، وهي بلا شكَّ نسبة كبيرة يجب مراعاة احتياجاتها ومشاعرها، بحيث يتولد لدى المعاق إحساس بأنه يُعامل مثل باقي الأصحاء، خصوصًا الأطفال منهم وأثنت المحمد على اهتمام أمانة منطقة الرياض بمشاركة هذه الفئات في الاحتفالات، ووضع المعاق ضمن أجندتها، لتحقيق توافقه النفسي والاجتماعي، لأنّ مشاركة ودمج ذوي الاحتياجات الخاصَّة في مثل هذه الفعاليات للاحتفال بالعيد يشبع حاجاتهم الأساسيَّة كما يؤدِّي إلى تحسين الخدمات العامَّة بما يلائمهم ويمنحهم إحساس بالقدرة على المشاركة الإيجابيَّة في المناسبات الاجتماعيَّة، ونحن نلمس الجوانب الإيجابيَّة لذلك في المناسبات التي يكون المعاق جزء منها. من ناحية يُرَى الباحث الاجتماعي الدكتور عبدالرحمن الدخيل: مظاهر احتفالات عيد الفطر المبارك، تكسبه أهميَّة وشعور بأنه جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، وبالتالي تنمو لديه الرغبة في العطاء لمجتمعه، مؤكدًا أن جهود أمانة لرياض في احتضان المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصَّة في العيد تضاف إلى أرصدة مدينة الرياض التي باتت «صديقة المعاقين» لافتًا أن ذلك لا ينعكس على المعاق وحده بل على أسرته التي تواجه المجتمع بوجه خجول، ولكن متى ما توفرت سبل الترفية للمعاق فإن الأسرة ستشارك في هذه المحافل التي دائمًا ما يكون المعاق حائلا بينها وبين أسرته، فالأسرة دائمًا ما تخشى أن تظهر ابنها المعاق للمجتمع، وهو أمر نتمنى أن يزول في ظلِّ هذه المشاركات في المناسبات والاحتفالات التي توجد لدى المجتمع ثقافة قبول المعاق والتفاعل معه بدلاً من التعاطف معه.