إذن عليك بالتفكير المركّز في مشكلة واحدة، لا تكفي القدرات العقلية الجيدة وحدها دون سبر أغوار قضية معينة، لا أعني بالتفكير المكثف الذي لا يتخلله أي انقطاع، وإنما أقصد أن تدخل ما ترغب الوصول إليه في دائرة الاهتمام الضيقة لفترة من الزمن لتجمع في النهاية أفقاً واضحاً وملامح عديدة تكوّن منها فكرة إبداعية. عامل الزمن مهم، ولكن احذر من الضغط النفسي وحصر الذهن على نحو كثيف فهذا قد يربك أكثر مما ينتج. ليكن لك مشروع شخصي، تقسمه إلى عدة مشاريع فرعية، من أجل تحفيز النفس على بذل الجهد المطلوب للإبداع وهكذا تأتي الأعمال القيّمة الكبيرة. الإخفاق والتعثر يجب ألا يحولا دون استمرارنا في أعمالنا الإبداعية. إن من لا يتغلب على أول تحد يواجهه قد يعجز عن التغلب على التحديات اللاحقة. الإخفاق لا يعني نهاية العالم، بل يجب ألا يكون له أي مؤشر أبدي. إن في العالم ناجحين أخفقوا في البداية، ولكنهم استفادوا من إخفاقهم ذلك في اكتشاف الطرق المسدودة وإصلاح الطريقة الخاطئة وتصحيح الأسلوب غير الصحيح، ولذلك فحالات الإخفاق لدى الناجحين هي خطوات تقرب دائماً من طريق الفوز والنجاح. في التاريخ عدد كبير جداً من الأشخاص الذين لما صدموا لم يقفوا، بل نسوا الماضي وانشغلوا للعمل في المستقبل، فهلا استفدنا.