رحم الله رجالاً أمواتا،ً وجزى الله خير الجزاء من بقي منهم حياً، كانوا يعرفون الحق والفضل والجميل ولا ينكرونه، عايشوا مرارة الجزيرة العربية قبل التوحيد عايشوا ظلماً وجوراً وقتلاً وذلاً وسلباً ممن كان يغزوهم من الشمال وغيرهم كان القوي يأكل الضعيف بدون أدنى رحمة. قال الشاعر: رحنا لنجد ولا بنجد محاصيل نطعن ونطعن فوق عجلات الأركاب طعن وقتل وجهل وهمجية ناهيك مما يلاقونه من الجوع والعطش وعدم الاستقرار. يقول الشاعر: يا نجد لا جاك الحيا ازعجيلي شبي على راس المقوقي لهب النار كانوا يهربون من نجد جوع وعطش وخوف وذل هذا واقع نجد وغيرها قبل التوحيد حتى قيض الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحد الأمة على الأمن والعدل والخير والدين وقضى على الجهل والهمجية بعد ملاقاة من تعب ومعاناة فجزاه الله خيراً من جميع المسلمين ولأبنائه الذين ساروا جميعهم على نهجه حتى يومنا هذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وفي سياق حديثي عن الرجال الذين يعرفون الحق والفضل والجميل ولا ينكرونه في جميع هذه المعمورة كثيراً ما سمعت منهم وأنا صغير وكانت أعمارهم تتجاوز الثمانين سنة كانوا يومياً يتذكرون معاناتهم قبل التوحيد في منزل والدي رحمه الله وهي جلسة معتادة بعد كل عصر وبعدها يدعون للموحد ويترحمون عليه ويدعون لأبنائه بالخير والتوفيق بعد ما لمسوه وعاشوه من الأمن والعدل والرخاء والخير ومحبة رجال صدق لا ينكرون الجميل عايشوا الشر والخير على الواقع، شر قبل التوحيد وخير بعده، عرفوا هؤلاء الرجال كيف يربون أولادهم على حب هذه الأسرة الحاكمة وحب الوطن عرفوا أن يعلموهم قيمة الأمن والسمع والطاعة لولاة الأمر زرعوا في نفوس أولادهم ايجاد الردع الداخلي نعم إيجاد الردع الداخلي الذي نحتاجه اليوم الذي ينقص كثيراً من شبابنا وهذا دوره أولا على الآباء والأمهات دون الأسرة بشكل عام وأذكر في حديثي قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه)، فإن السمع والطاعة لولاة الأمر والدعاء لهم بالخير من أبر البر وواجب على كل مسلم.. نسأل الله عز وجل بقدرته أن يحفظ هذه الأمة من كل مكروه ويوفق ولاة الأمر وأن يطيل في أعمارهم وأن يسكن موحد هذه المملكة العربية السعودية قصراً في الجنة، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.