أدانت التيارات السياسية المصرية بكافة ميولها وتوجهاتها الحادث الإجرامي الذي وقع بحي الصاغة في منطقة الأزهر شرق القاهرة، وأكد السياسيون المصريون أن الحادث يستهدف أمن البلاد وزعزعة استقرارها الذي تنعم به منذ أواخر التسعينيات. استبعد خبراء الإرهاب تورط الجماعات الإسلامية الراديكالية المصرية في الحادث، مشيرين إلى أنه حادث فردي ولا يمكن أن يصدر عن تنظيم. في حين لفت عدد من الخبراء وأعضاء الجماعات الأصولية إلى احتمال تورط أيادٍ خارجية في الحادث لإحداث خلل في مصر وجرِّ المنطقة إلى مزيد من التوتر بما يُمكِّن المشروع الصهيوني أمريكي من التواجد في الشرق الأوسط بشكل مكثف ومتواصل. جذور شيطانية للإرهاب وأكد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع اليساري والمتحدث باسم توافق المعارضة المصرية إدانته التامة للحادث الإجرامي الإرهابي أياً كان مرتكبه، وطالب بضرورة الكشف عن ملابساته ومَن يقف وراءه، مشيراً إلى أن الهدف مما حدث من اعتداء أثيم على المواطنين والسياح هو إدخال مصر في دوامة الإرهاب، وهذا لن يحدث. وأضاف السعيد أن الحادث الإرهابي الجبان يكشف أن (الإرهاب) ما زالت له جذور شيطانية تغذيها نوازع محلية وإقليمية. وحذَّر القيادي اليساري من خطورة الجماعات الأصولية الراديكالية وخطابها المتشدِّد. ولم يُخف رئيس حزب التجمع أن أحد أسباب مثل هذه الحوادث الإجرامية الفردية هو ما يحدث من جرائم ضد العرب والمسلمين في مناطق متعددة من العالم، فضلاً عن المواقف غير الإنسانية التي تتخذها الولاياتالمتحدةالأمريكية حيال المنطقة العربية، مما يولد حالة من القهر النفسي لدى بعض الشباب الذي من الممكن جداً ألا يكون عضواً في تنظيم جهادي وليس له علاقة من قريب أو بعيد بمثل هذه الجماعات. إرهاب أعمى وأدان الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان ما حدث من اعتداء آثم ضد السياح والمواطنين، واصفاً إياه بالإرهاب الأعمى الذي لا يفرق بين أبناء شعبه وضيوفه ومَن يعتقد أنهم وراء ما يحدث لأمته. وأكد غالي أن الحادث لن يمس استقرار مصر، وأن الشعب المصري مسالم بطبعه وسبق أن دحر الإرهاب في سنوات ماضية بلا عودة، مما جعل الوطن يتعافى من مرض الإرهاب فترة طويلة كان العالم كله خلالها يئن من نيران الإرهاب العشوائي. ولفت إلى أن مصر ليست مركزاً للإرهاب، وأن ما حدث بالأزهر في المنطقة الشعبية التي تكتظ بالمواطنين عمل جبان يستهدف أمن واستقرار مصر. وطالب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان المصريين حكومةً وشعباً بالمضي قدماً على طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي العربي الذي خطت مصر فيه خطوات كبيرة بالقياس بدول أخرى، وعدم الرضوخ لمثل هذه النزعات والحوادث الإرهابية. أكد الدكتور محمد السيد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الحادث الإجرامي يتعارض مع الشريعة الإسلامية السمحاء؛ لأن الإسلام يأبى العنف، ولفت إلى أن الحادث يصب في خانة المشروع الأمريكي المبني الذي أرست قواعده كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية والذي تسميه بالفوضى الخلاقة، بمعنى أن الولاياتالمتحدة تساعد في عمل حوادث من هذا النوع في بعض البلدان الموضوعة على أجندتها لزعزعة استقرارها ثم إعادة بنائها وتشكيلها من جديد وفق الأجندة والمصلحة الأمريكية. وأكد حبيب أن مصر بلد آمن؛ لأن الشعب المصري رغم ما فيه من هموم سياسية واقتصادية إلا أنه يرفض ويدين أي ولاء للخارج. وأكد نائب المرشد براءة الجماعات الإسلامية والجهادية من الحادث، وقال: إنني لا أتصور عودة الإرهاب إلى مصر مرة أخرى، وما حدث إبان التسعينيات لن يتكرر. وأعرب حبيب عن أمله ألا يتخذ الحادث الإجرامي ذريعةً لمد العمل بقانون الطوارئ،وألا يؤدي إلى مزيد من القيود على الحريات العامة أو التباطؤ في الإصلاح السياسي. وقال حيدر بغدادي عضو مجلس الشعب المصري (البرلمان) عن الحزب العربي الناصري: إنه كان موجوداً في مكان منطقة الأزهر بعد لحظات قليلة من وقوع الحادث الجبان، وإنه شاهد مظاهر الغضب على وجوه أبناء الشعب المصري الذين أكدوا له رفضهم وإدانتهم للحادث، وأنهم يريدون أن يفتكوا بمن تسوِّل له نفسه أن يمد يده لزعزعة استقرار مصر. وبغدادي الذي يمثل دائرة تقع فيها المنطقة التي شهدت العمل الإجرامي أضاف أنه بعيداً عن نظرية المؤامرة فإن مثل هذا الحادث القذر الدنيء يؤكد وجود أيادٍ خفية تمولها جهات أجنبية تريد زعزعة استقرار المنطقة العربية بأسرها لصالح المشروع الكولونيالي الأمريكي. وطالب النائب الناصري بمزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية من داخل مصر نفسها لقطع الطريق أمام المشروعات الخارجية.وقال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل المصري: إن الحادث لا يمكن أن يصدر من مصري، ويدل على أن هناك أصابع أجنبية تريد العبث بالاستقرار. وشدَّد عضو مجلس الشورى المصري على أن الحادث لن يؤثر على مسيرة الإصلاح في مصر، وأن العالم كله يمر حالياً بمثل هذه الظروف، وأنه لا خوف على مصر من عودة الإرهاب الغاشم مرة أخرى.وأوضح اللواء عبد المنعم الأعسر رئيس حزب الخضر أن التجارب أثبتت أن مثل هذه العمليات الإجرامية لا تؤثر في مصر، ولن تجعلها تعيش في فوضى مثل بعض البلاد الأخرى، وأكد أن المصريين قادرون على تجاوز ما حدث بحي الصاغة.