اعتبر المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر السيد مصطفى مشهور أن حادث الأقصر، الذي وقع في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وأدى الى مقتل 58 سائحاً أجنبيا و4 مصريين ومنفذي العملية الستة "حشد كل القوى السياسية للتعاون بهدف اقتلاع جذور الإرهاب والعنف في البلاد". وكان مشهور يتحدث مساء أول من أمس عقب حفلة افطار سنوية تنظمها الجماعة خلال شهر رمضان، وسط حشد من أنصاره بلغ حوالى 700 شخص اجتمعوا في فندق في حي المعادي جنوبالقاهرة. وأكد مشهور أن "الإخوان يمدون أيديهم لكل الجهات للتصدي الحاسم لكل أعمال العنف والإرهاب من أجل القضاء على كل أشكال التطرف". واعتبر أن "اطلاق الحريات وإزالة القيود على حرية الرأي والتعبير من أفضل السبل لمواجهة الفكر المنحرف". ولوحظ أن مشهور ركز في كلمته على تأكيد التزام الجماعة مفاهيم التعددية الحزبية والديموقراطية ورفض كل أشكال العنف. وحضر الافطار ممثلون لأحزاب الوفد والتجمع والناصري والعمل والأحرار، وشارك ايضا الأنبا بيسنتي أسقف حلوان ممثلا للبابا شنودة، والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشيخ سيد عسكر. وشدد مرشد الجماعة على تمسكها ببرنامج الاصلاح السياسي الذي اتفقت عليه مع الأحزاب الشهر الماضي، واعتبر أنه "يمثل الحلول الدائمة لمواجهة الفساد والانحراف"، داعيا إلى "التزام التعددية وتداول السلطة واطلاق حرية تشكيل الأحزاب في الإطار الديموقراطي والغاء كل القوانين الاستثنائية". وجاءت كلمة مشهور التي تعد بمثابة البرنامج السنوي لپ"الجماعة" في أعقاب تصريحات لوزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي أول من أمس اعتبر فيها أن الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان المسلمين". لكن المرشد العام للجماعة لفت إلى أن "الإخوان جماعة من المسلمين وليسوا جماعة المسلمين، ترفض العنف وتتمسك بمنهج الوسطية والاعتدال والدعوة بالحسنى والحوار". وطالب بپ"إطلاق الموقوفين من أعضاء الجماعة، والذين صدرت في حقهم أحكام من المحاكم العسكرية"، واعتبر أنهم "ابرياء لم يحملوا سلاحاً أو يخرجوا على خط الدعوة السلمية". وحمل مرشد "الإخوان" على "الصلف الصهيوني"، مشددا على "رفض الهيمنة الأميركية على شعوب المنطقة"، داعيا إلى "تعزيز العلاقات مع السودان الذي يدعم أمن جنوب مصر". ولفت إلى "أهمية إقامة علاقات إيجابية مع إيران"، واستنكر أعمال الإرهاب في الجزائر، واصفا مرتكبيها بأنهم "خارجون على تعاليم الإسلام يقتلون الآمنين ويخربون المنشآت". ووصف ما يحدث في الجزائر بأنه "أعمال إجرامية بعيدة عن الشرائع والمُثل الإسلامية". وأبلغ الأنبا بيسنتي المجتمعين تهنئة البابا شنودة للجماعة بمناسبة مرور 70 سنة على تأسيسها، ولفت إلى أن "الأقباط والمسلمين يعيشون في مصر متحدين ضد كل الغزوات الأجنبية على مر التاريخ". وشدد على أهمية "دعم الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات خارجية تسعى إلى إثارة الفرقة بين أبناء الوطن الواحد". وشدد ممثلو أحزاب المعارضة في كلماتهم على أهمية التفريق بين "الإخوان المسلمين"، وجماعات العنف والارهاب، منتقدين استبعاد الحكومة "الجماعة" وعدم الاعتراف بها ضمن الحركة السياسية والوطنية المصرية، ودعوا إلى الحوار معها، محذرين من استمرار تضييق الحصار عليها.