اللواء عبد الله الشهراني حفظه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: فإن من الأمور التي يتفق عليها كافة الأطياف أهمية الحفاظ على الأمن والعمل على استتبابه ورسوخه والضرب بيد من حديد على كل من يريد العبث به أو زعزعته. وقد جاءت الحملة الأمنية الأخيرة على حي البطحاء وما نتج عنها من ضبط الأنواع من المخالفات والتجاوزات الأمنية، والأخلاقية، والدينية الخطيرة، وإلقاء القبض على عدد غير قليل من المجرمين، ومروجي المخدرات، والخمور، ومحترفي الدعارة، ومزوري العملة، والوثائق الرسمية، ومخالفي نظام الإقامة، والمتسترين، جاءت هذه الحملة لتؤكد كم كنا نعيش في غفلة وتفريط. ولاشك أن لهذه الحملة آثاراً إيجابية آنية ومستقبلية وهي تفتح الآذان والأبصار والبصائر إلى كم المخاطر التي تتهددنا، وبغفلتنا وسلبيتنا وتساهلنا يمكن أن نسهم - بلا شعور - في توسيع دائرتها مما يوجب علينا مزيداً من اليقظة والحزم وقوة التعاون لكشف مثل هذه البؤر الإجرامية حتى لا تتوالد وتتوطن في بلدنا العزيز، وأن نبادر بمعالجتها واجتثاثها من جذورها حتى لا تستفحل وتخرج عن نطاق السيطرة ويتعاظم عدد ضحاياها. وإذ نشيد بجهود قطاعكم في تطهير عاصمة الخير والنماء من هذه الفيروسات القاتلة لنتطلع إلى الاستمرار في مثل هذه الحملة المباركة، ومواصلة هذه المسيرة النافعة وتعقب فلول المفسدين والعمل على عدم رجوع هذا الحي بأسواقه، وبناياته إلى سابق عهده في إيواء المفسدين، والانتقال بالحملة إلى أماكن أخرى تعاني من ذات المشاكل ولو بصورة أقل وليكن عنوان هذه الحملات، معاً لمدينة نظيفة من ألوان الفساد والإجرام. وإن من متطلبات نجاح الحملة أيضاً محاسبة المتسترين على العمالة المخالفة للأنظمة مع إبراز مثل هذه النجاحات الأمنية في وسائل الإعلام بطريقة احترافية تمنع إساءة الفهم لمغزى هذه الحملات وأهدافها النبيلة وتعزز في المواطنين استشعار المسؤولية تجاه حماية وطنهم وأخلاقهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ابن الوطن