تعتبر عروق الطرفية (منتزه القصيم الوطني) من أبرز الأماكن الصحراوية في القصيم من حيث كثرة زوارها والذين يقصدونها من أجل النزهة والترفيه. فهي تخدم قطاعاً كبيراً من أهالي بريدة على وجه الخصوص لاعتبارها منتزهاً برياً يلجأ إليه الناس خصوصاً في فصل الشتاء لقضاء يوم (رحلة يومية) أو عدة أيام (مخيمات مجهزة). ويزداد الإقبال على هذا المنتزه بعد هطول الأمطار، خاصة إذا صاحب ذلك جريان شعيب الطرفية، وارتواء كثبان الرمال، وتلبد الجو بالغيوم. ومن المقومات الموجودة في المكان ما يلي: 1- قربه من مدينة بريدة فلا يتعدى أقصى بعد له 35كم. 2- الطريق المتجه إليه في معظمه مرصوفاً وذو مسارين. 3- وجود العروق الرملية وفر مكاناً للتطعيس من قبل الشباب، وفي جهات أخرى من هذه الرمال أماكن يلهو بها الأطفال. 4- توفر شجيرات الرمث الذي يستعمله البعض في التدفئة. 5- تخصيصه من قبل المسؤولين كمنتزه عام، منع إلى حد كبير الاعتداء عليه بالمحميات والمباني والتي عادة ما تعيق الزائرين وتشوه الطبيعة الصحراوية. 6- بعده عن المناطق الصناعية أعطاه هدوءاً وجواً عليلاً صحياً. 7- قرب بلدة الطرفية له والتي تقدم خدمات تموينية للمارين بها. 8- نظافة رماله إلى حد ما مما يرغب في افتراشها. 9- توفير خزانات مياه مؤقتة من قبل مصلحة المياه وهي في متناول الجميع. 10- تغطية خدمات شبكة الجوال. 11- وجود مخيمات التأجير. رغم أن هذه المقومات الإيجابية والتي رشحت هذه العروق بكونها منتجعاً صحراوياً لأهالي بريدة إلا أنه هناك بعض السلبيات والتي لابد من تداركها وعلاجها لكي يؤدي هذا المنتجع الصحراوي خير رسالة، ومن هذه السلبيات ما يلي: 1- فوضوية توزيع أماكن تأجير الدبابات، وترك المراهقين والأطفال يتنقلون بكل حرية مما ترتب عليه انتهاك خصوصية الناس والازعاج بأصوات الدبابات وأثارة الغبار وما قد يصاحب ذلك من اخطار انقلاب أو ضياع للطريق في بطون الرمال خاصة إذا كان الراكب فتاة. يضاف إلى ذلك ما تسببه من تعرية للتربة عن طريق القضاء على النباتات الطبيعية. 2- كون الطريق الذي يمتد للعروق مساراً واحداً وبدون إضاءة، مما قد يعرض الزائرين إلى بعض المخاطر خاصة وقت انصراف معظم الناس أثناء الغروب. 3- يلاحظ أن هناك مخلفات لبعض المخيمات المنتهي تأجيرها، تترك بحجة أن هذا بر!!؟ 4- غياب دور بعض الدوائر الحكومية كوزارة المواصلات والدفاع المدني والدوريات، بل وأين دور وزارة الزراعة من المنتزه، وحسب حد علم الجميع انها هي المتعهد الأول في الإشراف على الموقع، وغيابها هذا جعل البلدية تحاول تقديم خدمات قليلة من نظافة، وبدون ميزانية مما جعل جهودها مبعثرة وغير مقننة وكلها تدخل تحت بند (الفزعة). 5- تعدي بعض المواطنين على بعض جهاته الجنوبية، مما سبب حرجا لبعض الزائرين. التوصيات والاقتراحات 1- تحديد لجنة من الإمارة والمحكمة ووزارة الزراعة والبلدية، لدراسة حدود هذا المنتزه وترسيم ذلك بخرائط معتمدة رسمياً، لمنع التعدي عليه من قبل الآخرين. 2- تفعيل دور لجنة السياحة بالقصيم عن طريق التعاون مع وزارة الزراعة وبلدية بريدة في إقامة مقر دائم في الموقع، لتلقي الشكاوى وتوزيع النشرات التوعوية مع خارطة سياحية. 3- إقامة مركز طوارئ للحالات الحرجة، كحوادث الدراجات النارية أو انقاذ غريق الشعبان، لكي لا تتكرر حوادث مدمية كما حدث قبل شهر من مأساة غرق أسرة في شعيب الطرفية لولا رعاية الله وثم تباري أهل الخير لإنقاذها، أما رجال الدفاع المدني فكان حضورهم بعد ان وضعت الحرب أوزارها. 4- كون وزارة الزراعة معنية في الإشراف على المنتزه فأين تخصيص ميزانية سنوية لهذا الموقع وهذا هو المعهود في بقية أنحاء المملكة على حد علمي. 5- تنظيم توزيع المخيمات مع ضرورة توفر وسائل السلامة كطفاية الحريق وسياج آمن وشهادة نظافة في نهاية المخيم. 6- وضع لوحات إرشادية للزوار ولوحات توعوية بأهمية الاهتمام بالموقع. 7- حبذا تخصيص الجهة اليمنى من العروق للشباب، أما الجهة اليسرى فتكون للعائلات. 8- تخصيص دورية، خاصة في الأعياد، ومواسم الأمطار، لمنع الدراجات من عبور الاسفلت. 9- تخصيص ميادين للدراجات، وتحديد عروق للتطعيس بدلاً من التسيب الحاصل الآن. 10- تحديد غرامات مالية للمخالفات سواء مخالفات الدراجات أو المخيمات وتصب قيمة هذه المخالفات في صندوق تطوير هذا المتنزه. 11- إيجاد مخيم تربوي في قسم الشباب يشرف عليه مكتب الدعوة، ومخيم خاص بالأطفال في قسم العائلات، ويدعم من قبل القطاع الخاص. 12- يقام حفل افتتاح في بداية كل موسم يدعى إليه كبار الموسرين ويفتح باب المشاركة الأهلية، ويدعم هذا ميزانية تخصص من قبل وزارة الزراعة. 13- يجب استغلال قرب ميدان سباق الهجن، بحيث تخصص بعض الجمال للأجرة. 14- إقامة منصة لمراقبة ميدان الهجن وتزود بأجهزة تقريب (درابيل). 15- توقيع هذا المنتزه الصحراوي في خارطة بريدة السياحية. 16- طريق الطرفية بريدة المار بالقويطير يعبر منعطفاً خطيراً، ويفتقد لوسائل السلامة والإرشاد، حبذا لو قامت وزارة المواصلات بتعديل مساره. 17- تكون بلدية بريدة مشكورة بتحويل هذا المجال إلى شلالات مياه، ويمكن تشجيع القطاع الخاص بإقامة مطعم شعبي مفتوح يعكس الطابع التقليدي للمنطقة. 18- إدارات الطرق مع المرور يجب أن تحل مشكلة انعطاف طريق الطرفية شمالاً إلى الأسياح لوضع دوار لتقليل الخطر. وأخيراً أود تأكيد شكري لمصلحة المياه وبلدية بريدة والاتصالات على بذلهم في تطوير هذا المنتزه، وما زلنا ننتظر الكثير. وعموماً هذا المقال المتواضع ما هو إلا جهد مقل لا يتعدى كونه محاولة لفتح المجال للمهتمين من أبناء المنطقة للمشاركة في الرأي لتطوير السياحة في منطقة القصيم. وفي الختام أقول لأمير القصيم (سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز) عبر جريدة الجزيرة، نحن يا أميرنا بحاجة لخبرتك وتجربتك في تطوير السياحة، بل ونتطلع لقرارات مدوية في التفاف أجهزة الدولة والقطاع الخاص في نظرة اهتمام لهذا المنتزه، ترى هل قدح زنادي هذا يولد نوراً تضيء له عروق الطرفية، هذا ما نرجوه ونتطلع إليه. د. أحمد محمد الشبعان