في الجريدة رأيت صورة خالد معنونة بعبارة تعزية قلت: أعان الله خالد وألهمه الصبر والسلوى لابد وان أحد أقربائه قد توفي، قرأت الخبر,, أصبت بحالة ما بين البكاء والذهول، فقد فارق خالد الحياة دون ان يُعلِم أحدا، فارق وحيدا شابا لم يتجاوز الخامسة والثلاثين، تاركا وراءه أبناءه ووالدتهما، يقاسون مرارة الفقد المفاجىء، بعدما بدأ حلمه يتحقق في تأمين ، ولا أدري لماذا تذكرت ذلك المساء البعيد الذي جمعنا ذات يوم، عندما كنا أربعة نلتف حول مائدة عشاء صغيرة، في منزل صديق نحبه وتعودنا زيارته ما بين فترة واخرى، كان خالد وقتها يتحدث ويقول مازحا: تعلمون حتى المصافحة بالأيدي لم تسلم من مقص الرقيب اذ لابد للمصافح المحلي وبإيعاز لم يقم هو باصداره ان يصافحه الجميع ولا يكلف نفسه التقدم اليهم ومصافحتهم ! قالها وضحكنا في مساحة حزنه ومعاناته التي تحاكي حزننا ومعاناتنا الأربعة,, يوم وفاته شعرت بأن الدموع ضلت طريقها الى عيني، فقد أحببته كأخي رغم اني لم أجرؤ على مصارحته بما أشعر! ربما لأن الهموم واحدة كما يقول أبي يزن وربما أيضا لأسباب أخرى لا اعلمها، أما الآن وقد رحل خالد حاملا متاعه الى دار القرار، فليس لنا الا نواسي أنفسنا وندعو لخالد بالرحمة والمغفرة,, فكم كنت هادئا يا خالد أمام جراحك، وكم أتعبك الطموح والرغبة في رحلة البحث عن صورة أجمل لهذا الوطن الجميل، ولكن لا تقلق ولا يأخذك الملل منا فسنأتي قريبا لنؤنس وحدتك، ونتحدث معك ولك مثلما كنا نفعل سويا ذلك المساء، ولا نعدك ونكذب بشأن: تأمين فهي تحتاج الى تموين لا نملكه ولو حدث وملكناه فتأكد ان المبادرة ستكون لنا اولا واخيرا، خالد هل اوكلت أمرها لاحد,, لابد وانك فعلت فهذه مسألة لا تفوتك أبدا!,, يا صاحبي وزميلي وأخي سأبكيك ونبكيك دائما، واذا ما تحقق حلم سنقول معاً اراده خالد هكذا، ومؤكد انه سيبارك ويؤيد ويدعم بخبراته الكثيرة والمتنوعة!، طبعا مع احتمال بسيط بأن ينتقد للمصلحة وللأحسن والا فما الفائدة بالقبول الأعمى دون مناقشة السلبيات؟! رحمك الله يا خالد البنيان وأسكنك فسيح جناته وألهم الوالد والأخوة والأبناء والزوجة الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون .