تلقينا كغيرنا نبأ وفاة معالي الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ببالغ الحزن والأسى، وهذا المصاب ثقيل على أنفسنا جميعاً لأننا - أبناء المملكة - بل العالم العربي، بل والعالم الإسلامي أجمع نعرف من فقدناه، شيخاً له باع طويل في خدمة بلاده والعالم الإسلامي أجمع، وله أعمال جليلة ثَرَّة وإنجازات في مجال الخير، ومثل هذه الأعمال والإنجازات العظيمة التي أنجزها معاليه بفترة زمنية وجيزة ليست غريبة عليه فهو ابن لأحد أعلام الأمة الإسلامية أجمع، ذلك العالم الذي عُرف عنه قول كلمة الحق التي كان يصدع بها ولا تأخذه في الله لومة لائم. نعم، نَهَلَ من معين والده وتربى وترعرع في بيت علم وجاه وصلاح.. وهو من أسرة مباركة صالحة مصلحة بإذن الله يعرفها الداني والقاصي، يحبون العلم والعلماء ويحثون عليه، وصغيرهم كعقل ذوي الأحلام الكبيرة، مجددون للعقيدة والدين منذ أمدٍ بعيد ومثابرون على حفظها بلا إفراط ولا تفريط، ومعالي الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله-، كان صاحب حنكة ورويِّة في جميع أمور حياته، تجده جلياً واضحاً في المناصب التي تقلدها ولا يتبوأ منصباً إلا وترك فيه بصمة خير وعطاء وتطوير وإنجاز، وكان يعين على كل أفعال الخير عامة والعلم خاصة، محمود السيرة عند الجميع، فسيرته عبقة عطرة ندية، وهو من صفوة الرجالات الذين يشار لهم بالبنان في بلادنا الحبيبة. وتقلَّد مناصب عدة، كان ديدنه الإخلاص فيها ومراعاة الله في كل صغيرة وكبيرة ومن تلك المناصب: 1 - نائب لرئيس القضاة. 2 - رئيس للكليات والمعاهد العلمية. 3 - مدير لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 4 - الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 5 - وقد وافته المنية وهو على رأس العمل مستشاراً بالديوان الملكي. وإنجازات معاليه من خلال تلك المناصب التي تقلَّدها، والتي لا يتقلدها إلا أمثال معاليه لن تنسى وستبقى بصماته الخيِّرة ظاهرة لدى العيان ما تعاقب الليل والنهار. ولا نقول إلا كما قال الشاعر: كُل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول وهذه سنة الله في خلقه، نعم فُقِد عَلَمُ من أعلام بلادنا الغالية، وعزاؤنا الوحيد أنه خلَّف لنا أعلاماً بعلمهم وصلاحهم وإصلاحهم وعزاء العالم الإسلامي أجمع بأبنائه البررة، فالواحد منهم علم في رأسه نار، والصبر لا يأتي إلا بخير محمودة عاقبته، والدنيا دار همٍّ وكبدٍ للمؤمن ومنغصاتها كثيرة، والمؤمن في هذه الدنيا الفانية منهجه (لا للجزع) بل عليه الصبر والتجلد وهذا ولله الحمد والمنّة ما عرفناه عن أبناء فقيدنا، ولا أقول إلا كما قال الشاعر: وإنَّ الحصى عند الجزوع ثقيلةٌ وضخمُ الصفا عند الصبور خفيفٌ والله أسأل وهو خير من سُئل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويبدله داراً خيراً من داره ويلهم ذويه الصبر والسلوان، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، إنه نعم المولى ونعم النصير.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.