سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الغراء - المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أثناء متابعتي لعملية تجهيز مستشفى الرس الجديد (الذي مضى على إنشائه ما يقارب ربع قرن) تمهيداً لتشغيله قرأت تصريحاً مقتضباً لمدير الشؤون الصحية بالقصيم د. هشام ناضرة في الجزيرة عدد 11842 ليوم الثلاثاء 20 محرم 1426ه، بعد نقل المرضى المنومين من المستشفى القديم إلى الجديد يشير فيه إلى وضع المستشفى القديم في الرس لاحقاً بقوله: (لم نتخذ قراراً عن المبنى القديم هل هو في الإزالة أو ترميم المبنى القديم، وحتى اتخذ قراراً احتاج إلى دراسة..)، وحسب علمي فقد سبق أن قضي الأمر بحق المستشفى القديم بأنه تم اجتماع ضم الدكتور نفسه مع محافظ الرس بالنيابة، الأستاذ خالد العساف وبعض أعيان الرس وبعد أخذ ورد (ليس المجال لذكر تفاصيله) تم الاتفاق على أن يكون مستشفىً للولادة والأطفال إلا أنه تم تحوير ما تم الاتفاق عليه ليكون مستشفى للأمراض النفسية.. فإن كان ذاك صحيحاً فإنها قاصمة الظهر لأهل الرس فمستشفى واحد في الرس لا يكفي للخدمة، والمستشفى الجديد بطاقته الحالية أو حتى بزيادة محدودة له لن تغطي الحالات التي سوف ترد إليه، خصوصاً وان الرس تشهد كثافة سكانية من خلال الهجرة إليها وأيضاً لا ننسى القرى التابعة للرس التي تبلغ ما يقارب ثلاثمائة هجرة وقرية، وإن الحاجة ملحة بأن يتم إبقاء المستشفى القديم رديفا للمستشفى الجديد. إنه في عام 1404 أو 1405ه في بداية إنشاء المستشفى الجديد وكنت وقتها موظفاً في امارة الرس كتب مدير مستشفى الرس السابق خطابا لأمير الرس آنذاك الشيخ منصور العساف يشير فيه إلى أن النية تتجه لتحويل مستشفى الرس القديم لمستشفى ولادة وأطفال، فطلب مني الأمير منصور كتابة خطاب لأمير منطقة القصيم في ذلك الوقت سمو الأمير عبد الإله بن عبد العزيز لإبقاء المستشفى القديم على وضعه ليكون رديفاً للمستشفى الجديد، وأن ينشأ في المستشفى القديم قسم للولادة والأطفال، واليوم يعيد التاريخ نفسه وتعود الفكرة من جديد ولكن باسم آخر وهو مستشفى أمراض نفسية، مع أن الرس ليست بحاجة لهذا النوع من المستشفيات. آمل أن يعي المسؤولون في الوزارة والشؤون الصحية أهمية قيام مستشفيين في الرس، فقد عانت البلد من قلة الخدمات الصحية سنوات طويلة وبعد خروج المستشفى الجديد من الولادة المتعسرة التي تمت في ربع قرن من الزمن، وفرح الناس بهذه الخدمة الجديدة، يوأد مرفق آخر كان له دور في الماضي في خدمة البلد بالرغم من كثافة مراجعيه وعجزه عن استيعاب المرضى المحولين له من خارجه، وأنه من الظلم أن يقضى على هذا المستشفى بين يوم وليلة وبجرة قلم. وأملي من معالي وزير الصحة د. حمد المانع الذي زار البلد في وقت سابق ورأى بعينه حالة المستشفى وكبر مساحة البلد أن يحسم الموضوع ويأمر ببقاء المستشفى القديم رديفاً للمستشفى الجديد للتخفيف من زحام المراجعين له من داخل الرس وخارجه، ويتخذ قراراً جرئياً بإزالة المبنى القديم وإنشائه من جديد فالرس هي البلد الوحيد في المنطقة الذي لم يعط حقه كاملاً من الرعاية الصحية مقارنة بكثافة سكانها وما يتبعها من قرى وهجر تقارب الثلاثمائة.