أكد محافظ الرس خالد العساف أن البلدية ستعيد بناء المجسم الجمالي ذاته الذي كان في مدخل المحافظة، داحضاً بذلك كل الأقاويل التي رمت إلى أن أطرافاً في المحافظة شكلت ضغطاً لإزالة مجسم في مدخل المدينة بحجة أنه مجرد تمثال. وأوضح العساف في حوار مع «عكاظ» أن الدعاة الذين ينشطون في الرس ينطلقون من معتقد أن ما يمارسونه من نشاط يصب في خانة الاحتساب لله بينما المثقفون لا ينطلقون من المعتقد ذاته. إلى تفاصيل الحوار: • ونحن في الطريق إليك لم نجد للرس عنوانا توضيحيا على الطرق .. ما القصة؟ القادم من الرياض للقصيم لا مشكلة لديه في لوحات الرس رغم أنها أقل من المطلوب، ولكن المشكلة للمقبل من المدينةالمنورة فهنا الخلل، والمعمول به هو أن تذكر المحافظة التالية لعابر الطريق إلا أن المقبل من المدينةالمنورة للقصيم لا يجد اسم الرس، وهي التي من المفترض ذكرها بجانب محافظة النبهانية؛ لأنهما أول محافظتين في الطريق السريع. وقد قابلنا وزير النقل وأبدينا له ملاحظاتنا بهذا الخصوص وذكر لنا أن هذا الخلل سيتم تعديله. • وهل هذا ينسحب على مشاريع طرق أخرى تفتقدون فيها إلى الربط بمراكز المحافظة؟ هناك مطلب قديم بربط الرس بمركز دخنة ويتم حاليا العمل به إلا أن الطريق المهم أيضا هو ما يربط محافظتين ببعضهما وهذا ينطبق على الرس والنبهانية، فالمسافة بينهما لا تتجاوز 45 كيلو مترا إلا أن الطريق الرابط بينهما يشهد كثافة كبيرة بمرتاديه لكثرة القرى والمراكز والهجر التي تستفيد منه بشكل يومي ويحتاج إلى مسار آخر مرادف للحالي. • لديكم عدد من الكليات والمعاهد، إلا أن الزائر للرس لا يجد جديدا من حيث التوسع في الشوارع الداخلية والبنية العامة والتمدد في مشاريع الفنادق والشقق ونحو ذلك لماذا؟ بالعكس، الحركة العمرانية في الرس نشطة جدا، وأنت تأتي عبر الشوارع الرئيسة في المحافظة ولكنك لا تتابع الأحياء التي أنشئت حديثا، ونحن لا نستطيع التوسع في الشوارع الرئيسة كونها مملوكة في جانبيها، وقد نشأت في الرس شوارع تجارية بديلة ومنها على سبيل المثال طريق الملك عبد العزيز وشارع الجريف، فالبشر في أي مكان في العالم يعمرون بلدانهم، وقد نشأت لدينا مراكز سكنية كبيرة ومتعددة، والشيء بالشيء يذكر، فنحن نرغب أن تكون الجامعة المقبلة لمنطقة القصيم من نصيب الرس؛ نظرا لمنطقية ذلك ولأسباب واعتبارات معينة. • وما هي تلك الأسباب؟ السبب الأول أن عدد طلاب جامعة القصيم يربو على 60 ألف طالب وهذا عدد كبير جدا ولابد من وجود جامعة أخرى، فالموقع الجغرافي لجامعة القصيم حاليا في المليداء بالقرب من بريدة وعنيزة والبكيرية وباقي المحافظات الأخرى، والموقع الجغرافي الذي يخدم المنطقة وليس المحافظة بإنشاء جامعة أخرى هو الرس، ناهيك عن وجود خمس كليات حاليا في المحافظة ستكون نواة للجامعة، إضافة إلى المسافة البعيدة بين المقر الحالي لجامعة القصيم ومحافظة الرس والقرى التابعة لها، كذلك عدد طلاب كليات الرس 18000 طالب والبعض منهم يأتي من محافظات ومراكز أبعد من الرس عن مقر الجامعة، فهناك طلبة من عفيف والدوادمي وضرية، إضافة لمراكز وقرى وهجر غرب وجنوب القصيم ويدرسون في كليات الرس، ناهيك عن عدم وجود جامعة في بقعة كبيرة تقع بين مناطق الرس وعفيف والدوادمي والمدينةالمنورة حيث الكثافة السكانية البشرية. • استبشر الأهالي بما يطرح حول إنشاء مستشفى نساء وولادة في المحافظة .. ماذا جرى في ذلك؟ لكي تكون الصورة واضحة، الموجود حاليا وقارب على الانتهاء هو برج إضافي جديد في المستشفى العام بسعة 80 سريرا وهو مخصص للنساء والولادة، وما فهمته من الإخوان في القطاع الصحي أن مستشفى للنساء والولادة بسعة 200 سرير ومستشفى آخر للأمراض النفسية تمت الموافقة عليهما في الرس وذلك خلال الخطة الخمسية المقبلة وهذا كان مطلب المحافظة خلال لقاء مسؤولي وزارة التخطيط. • منذ ربع قرن لم توزع أراض منح في الرس ما الأسباب يا ترى؟ الآن البلدية تجهز موقعا في شمال المحافظة يتسع لسبعة آلاف منحة سكنية بالإضافة إلى 2000 قطعة أرض بالقرب من كلية المعلمين وكلها ستوزع. • وقع أحد المستثمرين في القطاع السياحي عقدا لخمسة أعوام لرعاية المهرجانات في المحافظة إلا أنه لم يكمل عاما واحدا واختفى، ما الموقف الذي اتخذتموه حيال ذلك؟ صحيح .. والمستثمر يدعي أنه مشغول بمهرجانات أخرى، ورفعنا أمره لهيئة السياحة لعدم التزامه. • إذا أنت تنفي وجود ممانعة لدى أطراف حول مهرجانات الرس؟ إطلاقا، فالمانع الوحيد هو عدم وجود مستثمر، وقد احتفلنا عامي 1425 و 1426 ه وبتشغيل ذاتي. • لماذا نقلت دار الحضانة الاجتماعية إلى محافظة عنيزة وهي التي كانت في الرس منذ 24 عاما؟ دار الحضانة نقلت لمحافظة عنيزة لأسباب ومبررات مقنعة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية، إلا أنه في المقابل تم نقل المسنات من عنيزة إلى مقر دار الحضانة في الرس، وجميع الخدمات التي تؤدى للأسر الحاضنة تقدم من هنا، وتم أيضا إيجاد دار للمعوقات في المحافظة، والوزارة أكدت عدم نقل أية موظفة من مكان عملها لمكان آخر بفعل هذا النقل للدائرة، ومن هنا لا توجد أية إشكالية في الموضوع، ونقل الدار لا يهضم حق المحافظة فالمصلحة العامة تتطلب ذلك. • هناك تواضع في النشاط الثقافي في محافظة الرس ألا تتفق معي؟ هذا الأمر فيه شيء من الصحة، والحراك الثقافي على مستوى العالم العربي أصبح ضعيفاً مع وجود التقنية الحديثة، فالبحث عن المعلومة أصبح ميسراً بشكل كبير ولا يستدعي تلقيها عبئا كبيرا. • ولكن الجانب الدعوي في الرس حاضر بشكل كبير ولم تغن عنه وسائل التقنية أليس كذلك؟ الجانب الدعوي دافعه ديني واحتساب، وأكثر الدعاة ينظر إليه من هذا الجانب، بينما المثقف لا ينظر نظرة احتسابية؛ لذلك أصبح عمل الدعاة أكثر تنظيماً وترتيباً، وهم مجازون من الدولة، فهم يذكرون بأمور قيمة في العلاقات بين البشر، فكلما رأوا اضمحلالا في أمر ما ذكروا به وهذا أمر جيد. • وما ردك على من يقول إن الرس أصبح لفئة معينة؟ هذا كلام قيل كثيراً عن الرس وهو غير صحيح وطالعنا أخيرا من زعم أن في الرس كيانات أو جماعات وهذا باطل، فالمحافظة جزء من المملكة وواقعنا طبيعي ولا يوجد فكر معين يسيطر هنا أو هناك، فهناك مجال لأهل الدعوة، ومجال للاجتماعيين والمثقفين، ومجال للرياضيين، وكل في عمله. • وهل تتقبل أن تنتقد في نهجك وعملك؟ أنا أتقبل النقد، وقد قال الحكيم «جزى الله من أهدى إلي عيوبي»، ونحن لا نعاني من النقد، فالناقد ناصح، وأنا انتقد من يجرح بأسماء مستعارة ويجرح في نزاهتك وأمانتك وتصرفاتك وتجير تلك الأمور تجييرا سيئا بأسماء مستعارة وهنا المشكلة، وهناك من يأتيني في مكتبي منتقدا وأناقشهم يقنعونني أو أقنعهم، وهؤلاء يعلم الله أنني أقدرهم، فدافعهم لذلك هو النصح الصريح. ومشكلتي فيمن يرسل على جوالي باسم مستعار ولا أعلم من هو فأتصل به للسؤال عنه فيقول أنا رساوي غيور وهنا المشكلة. وأكرر أن النصح واجب ونحن بشر نخطئ ونصيب ولكننا جميعاً مؤتمنون أمام الله ثم ولاة الأمر. • هناك من يقول إنكم أزلتم مجسماً في مدخل الرس عقب تعرضكم لضغوط ترمي إلى أن ذلك المجسم ما هو إلا تمثال، ما ردك؟ هذا غير صحيح إطلاقا، فقد نفذ ذلك المجسم على عجل وكان فيه خلل إضافة إلى أن مكانه غير مناسب، ويجب التأكد قبل قذف الاتهام على غير وجه حق، وهنا لا بد أن أؤكد أننا نعاني من ترويج مثل هذه الأحاديث والتلفيقات، وبالنسبة للمجسم سيعاد بناؤه وبالتصميم نفسه.