كتب الأخ محمد بن عايض الدوسري مقالاً عنوانه ( علاج الضغوطات النفسية) معقباً على الأستاذ - سلمان العمري ويسرني أن أشارك في هذا الموضوع فأقول.. بأن أساس مشاكلنا النفسية يكمن في أمر مهم ألا وهو أننا ابتلينا بالاهتمام بالجسد على حساب الروح وأسرفنا في تغذيته بينما الروح ثكلى وجائعة ولا تجد ولو لقيمات يقمن صلبها، وظامئة حرى لم تحصل على جرعة ماء تروي ظمأها من العناية بالواجبات والفرائض واجتناب المحرمات فما أحوجنا إلى الإيمانيات في علاج النفسيات.. ويا ليتنا نقرأ ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد من أسباب شرح الصدور حتى نعالج نفسياتنا المضغوطة والتي أذكر من ضمنها قوله : (فأعظم أسباب شرح الصدور التوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه قال تعالى:{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } (22) سورة الزمر، ومنها: النور الذي يقذفه الله في قلب العبد وهو نور الإيمان فإنه يشرح الصدر ويوسعه ويفرح القلب فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ضاق وحرج وصار في أضيق سجن وأصعبه. ومنها: العلم فإنه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا وهذا للعلم الموروث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو العلم النافع فأهله اشرح الناس صدراً وأوسعهم قلوباً وأحسنهم أخلاقاً وأطيبهم عيشاً. ومنها: الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ومحبته بكل القلب والإقبال عليه والتنعم بعبادته فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك.. ومن أسباب شرح الصدور دوام ذكره سبحانه وتعالى على كل حال وفي كل موطن؛ فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وضيقه. ومنها: الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه والنفع بالبدن وأنواع الإحسان فإن الكريم أشرح الناس صدراً وأطيبهم نفساً وأنعمهم قلباً والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدراً وأنكدهم عيشاً وأعظمهم هماً وغماً.