حينما يقف المرء في مفترق الطرق يكون أحوج ما يكون لمن يساعده على اختيار الطريق الذي يحسن أن يسلكه، ومفترق الطرق يواجه كلا منا في حياته إن لم يكن مرات فمرة واحدة وبالقدر الذي يجد فيه المرء من يساعده على الطريق الذي يسلكه يكون أقدر على أن يصل إلى الهدف الذي يريد الوصول إليه. ومساعدة الغير عنه، يقف في مفترق الطرق قد يكون في أحيان كثيرة واجباً يجب أداؤه وذلك إذا ما طلب الغير المساعدة أو كان ممن تربطه بنا صلة وهذه الصلة تكون أقوى ما تكون إذا كانت هي الأمومة أو الأبوة. لذا فإن حديثي هذا أتجه به لكل أم ولكل أب، فلا شك ان كثيراً من هؤلاء من له من الولد من أكمل مرحلة الدراسة الإعدادية ويقف على عتبات المرحلة الثانوية وهي مرحلة التخصص بين الدراسات الأدبية وبين الدراسات العلمية التطبيقية وإذا كان الكثير من هؤلاء الخريجين يقف حائراً لا يدري أي طريق يسلك فإن البعض منهن يحدد اتجاهه تحديداً عفوياً انسياقاً مع مجموعة من الزملاء أو بوحي مستمر من أحد أبويه الذي يريد من الابن أن يصبح طبيباً أو مهندساً وذلك دون تلمس استعداد هذا الابن وميوله وهذا ما كان يجب ان يراعى وعليه فإن من الواجب أن يكون توجيه الابن في طريقه الدراسي أمر موضوعي بعيد عن العاطفة ويجب ان يكون في حدود ملكات هذا الطالب وميوله واستعداده وذلك في ضوء التقديرات التي كان يحصل عليها خلال سنوات دراسته فذلك يكون أدعى إلى نجاحه وهو ما يجب أن يهدف إليه كل أب وأم وآمل أن تجد هذه الفكرة استجابة حسنة والله الموفق.