كنت قد قرأت في عدد سابق من صحيفتكم الغراء ما نشر عن برنامج (صفحات من حياتي) في قناة المجد الفضائية من إعداد وتقديم الإعلامي المتميز والمحاور الناجح فهد السنيدي.. ومن خلال هذا البرنامج يستضيف أحد الشخصيات العلمية والثقافية البارزة والتي لها تجربة واسعة وباع طويل في الإصلاح والتربية والدعوة ونحو ذلك. وهو برنامج رائع جداً وممتع للغاية ويعلم الله أنني أجد نشوة وسروراً خلال متابعتي لهذا البرنامج المتألق في سماء السمو والإبداع وانتظره من الجمعة إلى الجمعة بشوق بالغ، فكم هو جميل تقليب صفحات من حياة عالم جليل وشيخ وقور مليء حكمةً وعلماً، قد صقلته التجارب وملأ جعبته منها وأقبل عليه الكبر وخيره وثمراته وأدبر عنه الشباب وطيشه وصبوته، وكم من فائدة وتجربة سيزفها ذلك العالم في طبق من ذهب إلى المشاهدين يستنيرون بها في دروب الحياة تختصر لهم الطريق إلى تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.. وفي هذا المجال أذكر فائدة عظيمة من بين الفوائد الجمة التي استفدتها من هذا البرنامج، يسرني أن أهديها إلى إخواني قراء الجزيرة، وهي أنه كان من ضمن ضيوف هذا البرنامج د. مقداد يالجن أستاذ التربية بجامعة الإمام، وهو تركي الجنسية ذكر أنه لما كان يدرس في إحدى الثانويات في دمشق كانت علاماته ودرجاته مرتفعة وممتازة في جميع المواد الدراسية إلا التعبير فتعجب أحد المدرسين وسأله عن ذلك فقال: السبب هو أن هؤلاء الطلاب عرب، أما أنا فلست بعربي ولا أتمكن من التعبير كما هو مطلوب، فقال المدرس سأنصحك بنصيحة إذا أخذت بها فسوق تعبر جيداً وتتفوق أيضاً على العرب، اقرأ كتب المنفلوطي لاسيما النظرات، فيقول قرأت كما أوصاني المعلم وبعد ذلك بدأت أشعر برغبة في الكتابة وصرت أكتب مقالات في الصحف وأنا في المرحلة الثانوية.. والدكتور مقداد الآن له عشرات الكتب باللغة العربية من أجمل وأفضل ما يكون. فيا ليتنا نقرأ كثيراً حتى نجد ثمار القراءة في حياتنا ويكون لها الأثر الواضح الملموس في كتابتنا وهذا النفع العظيم في برنامج واحد فقط في قناة المجد الفضائية فكيف ببرامجها الأخرى.