تلقى المؤسسات الخيرية كل دعم وتأييد من حكومتنا الرشيدة ومن بين تلك المؤسسات المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية التي أصبحت جزءاً أساسياً من الخدمات الصحية الموجودة في بلدنا بشكل عام وذلك مع تنامي الوعي الصحي من ناحية وزيادة معدل الأعمال من ناحية أخرى بالإضافة إلى كثرة الإصابات المزمنة وازدياد المعرفة بأمراض أخرى يفضل علاجها بالمنازل لذا كان لابد من الاهتمام بهذا النوع من الرعاية الصحية. ومن أجل إلقاء الضوء على هذه المؤسسة الإنسانية ومعرفة المزيد عنها كان لنا هذا اللقاء مع مديرة المؤسسة. الفكرة والتأسيس البطاقة الشخصية: الاسم: فوزية حمد العبد العالي المؤهل: ماجستير في التربية من جامعة الملك سعود بالرياض. العمل: مديرة المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية - فرع الرياض. * كيف بدأت فكرة إنشاء المؤسسة الوطنية للرعاية الصحية المنزلية؟ ومتى كان التأسيس؟ أجابت عن هذا السؤال قائلة: لقد كان لصاحبة السمو الأميرة حصة بنت طراد الشعلان حرم ولي العهد الأمين الفضل في تبني هذه الفكرة بل إخراجها إلى حيز الوجود حيث نقلت هذه الفكرة وطرحتها على صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين - حفظه الله - حيث جاءت موافقته السامية على إنشاء المؤسسة وأبدى دعمه المطلق لإخراجها إلى أرض الواقع ومنذ ذلك الحين وسموه - حفظه الله - يرعاها ويحرص على تطوير أدائها إيماناً منه بأن كل خير يجب أن يظل موصولاً خاصة إذا كان ينبع من أهل الخير.. وفي وطن الخير والخيِّرين وقد تولت صاحبة السمو الأميرة حصة بنت طراد الشعلان مسئولية هذا العمل الخيِّر الذي أعطته جل وقتها واهتمامها إلى أن أصبحت هذه المؤسسة علماً من أعلام الخير وشملتها برعايتها ودعمها - حفظها الله وجزاها خير الجزاء -. وتأسست المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية في الرياض بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يوم الأربعاء 20 صفر 1418ه الموافق 25 يونيو 1997م برئاسة صاحبة السمو حرم سمو ولي العهد الأميرة حصة بنت طراد الشعلان. وكان الإنجاز الرئيسي الذي حققته المؤسسة بعد تأسسها مباشرة هو إنشاء فرع جدة للرعاية الصحية المنزلية, وذلك في شهر سبتمبر 1997م برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، كما تم افتتاح فرع الجوف برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت عبد الله بن عبد العزيز - والمؤسسة بصدد افتتاح فرع المنطقة الشرقية بإذن الله. * من هم المرضى الذين تدعمهم المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية؟ - تدعم المؤسسة المرضى الذين هم بحاجة إلى رعاية صحية منزلية وتشمل هذه الرعاية كلاً من: - المرضى ذوي الإعاقة الشديدة. - كبار السن (الشيخوخة) والعجزة. - مرضى الشلل الرباعي والنصفي والتقرحات السريرية والجلطة المخية. - المرضى المعتمدين على التغذية الأنبوبية. - المصابين بالأمراض الخبيثة في مراحلها الأخيرة. - مرضى الحوادث التي تنتج عنها إعاقات مختلفة. - المعتمدين على الأجهزة التنفسية. الخدمات الطبية والاجتماعية * ما أنواع الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمرضى المحتاجين؟ - تقدم المؤسسة نوعين من الخدمات: 1 - الخدمات الطبية. 2 - التوعية الصحية والاجتماعية. أولاً الخدمات الطبية وتشتمل على الآتي: * الرعاية الوقائية والعلاجية والتأهيلية والملطفة والمتخصصة، كالغسيل البريتوني والتنفس الصناعي للبالغين والأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة ويعيشون في منازلهم. * العناية بتقديم خدمات دعم منسقة لأسرة المريض ومن يتولون مهمة الاعتناء بالمريض للارتقاء بمستوى عيشهم وقدراتهم على رعاية المرضى. * خدمات الرعاية الأولية والثانوية ومن الدرجة الثالثة، وذلك بمتابعة المريض إلى أن تستقر حالته بمعايير ثابتة. * تقوم المؤسسة بعمل قاعدة بيانات جيدة أثناء نشاطها البحثي لتوفير خدمات أفضل ولقطاع أكبر. ثانياً: التوعية الصحية والاجتماعية * تقدم المؤسسة برامج توعية عامة للجمهور بغية الوقاية من الأمراض الشائعة ومكافحتها في المملكة العربية السعودية. * تقدم المؤسسة العون في تأسيس برامج تأهيل للأطفال والكبار على حد سواء. * تقوم المؤسسة بالاتصال مع مؤسسات وطنية وعالمية بغية المساعدة في تعزيز مستوى الوعي وظروف الحياة عند الجمهور. * تسعى المؤسسة إلى تعريف وتدريب كوادر سعودية من الممرضات والفنيين على الرعاية الصحية المباشرة للمريض. كذلك تقوم بتأسيس برنامج تعليمي مهني لهم.. وهو البرنامج الذي سوف يحتل مركز الريادة في هذا المجال، كما تسعى المؤسسة للحصول على اعتماده من منظمة الصحة العالمية إن شاء الله وتشمل مجالات التدريب: - أمراض الشيخوخة. - الشلل الرباعي. - الشلل النصفي. - الأمراض السرطانية المتقدمة. - التنفس الصناعي. - التغذية الصناعية. * كيف يتم تحويل المرضى المحتاجين إلى المؤسسة ليتم مساعدتهم عن طريقها؟ - تستقبل المؤسسة من المستشفيات حالات المرضى المندرجين تحت شرائح الفئات التي ترعاهم المؤسسة، والمحتاجين للمساعدة الطبية عن طريق قسم الخدمة الاجتماعية بالمستشفى، الذي يقوم باستيفاء البيانات الخاصة بالمريض كبحث اجتماعي مبدئي، مع إرفاق صور ومواصفات الجهاز المطلوب للمريض الذي يقرره الطبيب المعالج، ويتوقف خروج المريض من المستشفى على توفر الجهاز، ويأتي بعد ذلك دور المؤسسة في تسلم الإخصائية الاجتماعية للحالة ثم دراسة وافية لها والقيام بزيارة للمريض في المستشفى ثم في المنزل، وبعد استكمال ملف المريض للبيانات المطلوبة يتم صرف الجهاز المطلوب حسب مواصفات الطبيب المعالج وتدريب المريض على استخدامه أو تدريب أهل المريض. وتبقى الإخصائيات على تواصل مع المريض وأهله لمتابعة حالة المريض والاطمئنان على مدى الاستفادة من الأجهزة التي وفرتها المؤسسة. ومن صميم عمل الإخصائيات الاجتماعيات قيامهن بتوعية الأسرة لقبول فكرة تقديم الرعاية الصحية لمريضها في المنزل، خاصة أن من الصعوبات التي تواجهها المؤسسة هي عملية قبول الأسرة لهذه الخدمة الإنسانية. * هل لك أن تعطينا فكرة عما يحتويه ملف المريض الذي حُوِّل للمؤسسة لمساعدته؟ - يحتوي ملف المريض على الآتي: * بيانات شخصية عن المريض. * تشخصيات المرض (تقرير طبي) واعتماده من الطبيب المعالج لحالته. * تحديد الاحتياجات من المؤسسة. * اعتماد الاستشارة من المستشفى. * رأي الإخصائية الاجتماعية عن مدى مطابقة الحالة لحاجة الخدمة وشروطها. * ما هي الخدمات والأجهزة الطبية والعينية التي تقدمها المؤسسة للمرضى؟ * أجهزة المشي كالكراسي المتحركة يدوياً أو كهربائياً. * كراسي الحمامات لمرضى الشلل. * أجهزة تنفس كمولدات الأكسجين. * أجهزة إيصال أدوية لتنفس الى داخل الجسم. * الأسرة الطبية. * مراتب ووسائد هوائية. * سوائل تغذية أنبوبية. * أجهزة شفط وأنابيب رغامية، ومستلزمات طبية خاصة بها. * الرعاية الوقائية والعلاجية والتأهيلية. * تقديم دعم (مادي ومعنوي) لأسر المرضى لتنمية قدراتهم على رعاية المرضى. * برامج توعوية عامة للجمهور وتعزيز مستوى وعي هذه الشريحة من المرضى. * عقد الندوات والأنشطة الخاصة بتحقيق أهداف المؤسسة مع التأكيد على دور العمل التطوعي في خدمة المجتمع. التعاون بين المؤسسة والمستشفيات * هل هناك تعاون بين المؤسسة والمستشفيات الأخرى لتقديم العون الطبي للمرضى في منازلهم وما هي الإنجازات التي تمت في هذا المجال؟. - نعم هناك تعاون ويعتبر البرنامج الطبي المشترك بين المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية ومستشفى الملك خالد، هو الأول من نوعه في تقديم هذه الخدمة، حيث يتم التعاون بين جهة حكومية وجهة خيرية واستمر هذا التعاون بنجاح لخمس سنوات متواصلة ركز فيها البرنامج على تحقيق الأهداف التالية: 1 - رعاية المرضى الذين هم بحاجة إلى رعاية تمريضية طويلة الأمد، والتنسيق في ذلك مع الجهة المشرفة على المرضى. 2 - تعريف العاملين بالمستشفى بأهمية الرعاية الطبية المنزلية للمرضى طويلي الإقامة عن طرق النشاطات التي يقوم بها المركز. 3 - توفير المساعدة المالية والمعنوية للمرضى في منزلهم مع ذويهم في جو أسري والبحث عن مصادر لضمان استمرارية الدعم. * هل يقتصر دور المؤسسة على الرعاية الطبية أم هناك جوانب أخرى ترعاها جنباً إلى جنب مع الرعاية الطبية. - لم يقتصر دور المؤسسة على الرعاية الطبية فقط بل هناك إنجازات على مستوى الخدمة الاجتماعية. حيث تتم زيارة عدد (92) من المرضى من قبل الإخصائيات الاجتماعيات في منازلهم لدراسة الحالة من الناحية الاجتماعية والمنزلية المحيطة، لتوفير الخدمة سواء أكانت تمريضية أم مساندة أم توفير الأجهزة المطلوبة ثم زيارة عدد (89) من المرضى في مختلف مستشفيات منطقة الرياض لدراسة الحالة الإكلينكية للمريض قبل نقله الى المنزل، كما تتم زيارة عدة منازل بالأحياء محدودة الدخل من قبل الإخصائيات الاجتماعيات، وقد تنوعت الأماكن لتضم منطقة الرياض بأطرافها المتعددة. * ما هي المساعدات التي قدمت للمرضى وهل هناك خدمات تم توفيرها أيضاً؟. وفرت المؤسسة الأجهزة الآتية: * (51) كرسياً متحركاً. * (29) جهاز تنفس. * (17) مقعداً خاصاً. بالإضافة إلى الخدمات المساندة حيث تم تقديم خدمات تمريضة مساندة لعدد (6) من الحالات بشكل دوري وتقديم كفالات مادية (15) حالة بصفة مستمرة لتتمكن الأسرة من مساعدة المريض واستيفاء احتياجاته. وهناك مساعدات أخرى كنقل المرضى وتهيئة منازلهم ل(60) حالة بالإضافة إلى التعاون بين المؤسسة ومختلف المؤسسات الصحية بالتعاون مع (13) مستشفى استفادت من خدمات المؤسسات منذ إنشائها. ما هي التطورات المحورية في مجالات خدمة المحتاجين المرضى؟ - من أهم التطورات المحورية تحويل المرضى خلال الأعوام السابقة الأمر الذي يعكس انتشار التحويلات من مختلف الجهات وتنوعها. تصنيف وإعداد المرضى حسب المستشفيات والحالات المرضية المختلفة منذ نشأة المؤسسة الذي شمل (35) حالة من كبار السن، (47) من حالات الشلل، (9) من حالات السرطان، و(44) من حالات التنفسية. 3 - تنوع أعداد الزيارات موزعة على أشهر السنة الذي يعكس ازدياداً في الحالات المحولة مقارنة بالأعوام السابقة * كم يبلغ عدد موظفي المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية؟ - تضم المؤسسة موظفة استقبال بالاضافة إلى إخصائيتينِ اجتماعيتينِ، سكرتيرة، محاسبة، وسائق صالة. * ما هي التطلعات المستقبلية لتحسين أنشطة المؤسسة؟ - تتطلع المؤسسة إلى زيادة مجالات عملها لتشمل برعايتها مناطق جديدة ومستشفيات أخرى عدا التي ترعى حالاتها الآن وتسعى المؤسسة إلى تحسين نوعية الأنشطة التي تقوم بها لتنمية المردود المالي الثابت الذي يساعد على تقديم خدمات أفضل وتقديم برامج التوعية الصحية لأسر المرضى بغية الوصول برعاية المريض داخل منزله إلى درجة المستوى الأفضل والتطلع إلى التواصل مع المؤسسات الأخرى من أجل تطوير الأداء والتواصل مع مراكز عالمية للرعاية الصحية المنزلية للوقوف على الجديد في هذا المجال والوصول إلى أفضل المقاييس للرعاية العالمية. * هل هناك دعم للمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية؟ - انطلاقاً من دورها في تقديم الخدمة الإنسانية الحضارية للمحتاجين إلى الرعاية الصحية المنزلية، وحرصاً من سمو الأميرة حصة الشعلان رئيس المؤسسة والدكتورة هند الخثيلة أمينة سر المؤسسة على استمرار هذه المؤسسة وتطوير أدائها بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين - حفظه الله - فإن المؤسسة دأبت على القيام بأنشطة اجتماعية كل عام تهدف إلى دعم ميزانيتها والتعريف بأهدافها العامة والخاصة وتقدير الراعين والداعمين لها، والإهابة بأهل الخير أن ينضموا إلى قافلة الخير لتحمل أعباء المؤسسة المادية وضمن هذا التوجه قامت المؤسسة بعدد من الأنشطة الخيرية كالأسواق الخيرية والأطباق الخيرية والمعارض الخيرية لدعم هذه المؤسسة الإنسانية. * كلمة أخيرة تودين قولها؟ - أتمنى من الله عز وجل أن يوفقنا إلى فعل الخير ومسح دموع المحتاجين المرضى وأشكر جريدة الجزيرة لإتاحة الفرصة للتعريف بالمؤسسة وكل عام وأنتم بخير بمناسبة العام الهجري الجديد.