أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة بثت أمس ان على سوريا سحب قواتها من لبنان، لكنه دعا إلى ان تتم هذه العملية بطريقة (حكيمة)، وفي إشارة إلى قرار مجلس الأمن 1559 قال لافروف لاذاعة بي.بي.سي هذا ما يطلبه هذا القرار، وعلى سوريا الانسحاب، لكنه أضاف (علينا التصرف بحكمة). وأضاف لكن علينا جميعا ان نتأكد من الا يؤدي هذا الانسحاب إلى الاخلال بالتوازن الهش جدا المستمر في لبنان، وهو بلد صعب جدا. وقال الوزير الروسي ان تشكيلة السلطة في لبنان بالغة التعقيد عرقيا ودينيا، ولا يمكننا ان نخل بهذا التوازن، وأضاف (علينا التصرف بحكمة). وتأتي تصريحات الوزير الروسي فيما شدد الرئيس الاميركي جورج بوش الضغط على سوريا داعيا اياها إلى سحب قواتها من لبنان للسماح بتشكيل حكومة ديموقراطية في هذا البلد، مشيراً إلى ان واشنطن وأوروبا متوافقتان تماما حول هذه المسألة. و قالت الولاياتالمتحدة انها تتشكك في تعهد الرئيس السوري بشار الأسد بسحب قوات بلاده من لبنان لأن دمشق أرسلت اشارات متضاربة عن نواياها. وقال ديفيد ساترفيلد وهو مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأمريكية زار لبنان هذا الأسبوع ان مسؤولين سوريين كبارا أدلوا بتصريحات متناقضة في الأيام القليلة الماضية بشأن الانسحاب الذي دعت اليه الولاياتالمتحدة، ولكنه لم يشر إلى أي تصريح محدد. وشدد البيت الأبيض ايضا الضغط على دمشق لتشن حملة على جماعة الجهاد بعد ان اشار مسؤولون أمريكيون إلى وجود (أدلة قاطعة) على ان الجماعة ساعدت من سوريا في تخطيط تفجير تل ابيب الانتحاري الأسبوع الماضي. وقال ساترفيلد أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ "المطلوب الآن ليس العبارات الانشائية سواء كانت علنية أم سرية، المطلوب هو تحرك على الأرض، لن تصدق هذه الحكومة (الأمريكية) ولا الشعب اللبناني أي شيء إلا ما نراه بأعيننا. وتقود الولاياتالمتحدة بدعم قوي من فرنسا الضغط الدولي على سوريا وخاصة من خلال قرار للأمم المتحدة يدعو سوريا لسحب قواتها وعناصر مخابراتها من لبنان فورا. وقال الرئيس جورج بوش يوم الأربعاء ان واشنطن وباريس وقفتا وقالتا لسوريا بصوت عال وواضح (اسحبي قواتك وأجهزتك السرية من لبنان حتى تتاح الفرصة لهذه الديمقراطية الجيدة ان تزدهر). وخرج الاف المتظاهرين الذي ينحون باللائمة على سوريا في مقتل الحريري إلى شوارع بيروت للمطالبة بسحب القوات كما استقالت الحكومة اللبنانية الموالية لدمشق، ونفت سوريا ان تكون ضالعة في قتل الحريري.