قدم نجوم منتخبنا مباراة مقبولة من الناحية الانضباطية والالتزام بالخطة الموضوعة لهم من قبل المدرب الأرجنتيني جابريل كالديرون في مواجهة منافسهم الأوزبكستاني، وتمكن رجال الأخضر العودة بتغطية من طشقند رغم أنهم كانوا الأقرب للحصول على نقاط المباراة الثلاث لكن الفريق الأوزبكستاني تمكن من إحراز هدف التعادل في الثواني الأخيرة مستفيداً من الغفلة التي حدثت في خط الدفاع الذي قدم مباراة كبيرة بجانب الحارس العائد بقوة مبروك زايد. وإذا كان النقاد الرياضيون والمتابعون لأحداث المواجهة الأولى لمنتخبنا أشادوا بعطاء الفريق فإن نجومنا يستحقون لكن المباراة أوضحت ان الأخضر يعاني عيبا فنيا كبيرا وهو القدرة على إيجاد فرص حقيقية للتسجيل، ويعود لقلة المهاجمين المتواجدين في صفوفه بعد ان أصبحت الأندية تعتمد على اللاعب الأجنبي وهي ظاهرة خطيرة ستكون آثارها السلبية على أداء الأخضر في اللقاءات القادمة واضح، ففي المباراة الماضية قدم نجومنا أداء رائعاً من الناحية الدفاعية في حين كان العطاء متواضعاً من الناحية الهجومية ولم نشاهد سوى هجمات معدودة في الشوط الأول وانعدمت تماماً في الثاني باستثناء الكرة التي جاء منها الهدف الذي أحرزه النجم سامي الجابر الذي استخدم خبرته وذكاءه ومهارته في الانطلاق أولاً ثم التسديد ثانياً وغيرها كان الأخضر مدافعاً عن مرماه..!! نعم أبطالنا قدموا كل شيء في سبيل العودة بنقاط المباراة رغم الظروف الصعبة التي واجهتهم من برودة شديدة وقاسية وأمطار أغرقت أرضية الملعب وجماهير ساندت فريقها وحكم ياباني متواضع لم يحتسب هدفاً سليماً أحرزه مناف أبو شقير لكن هذا كله لا يمنع أن نطالب بضرورة معالجة قضية تواضع الأداء الهجومي للأخضر وهذا الانحدار في العطاء لن يتطور إلا بأمور وقرارات حاسمة أولها إلغاء الاستعانة باللاعب الأجنبي الذي أثر تواجده وبصورة واضحة على خط المقدمة السعودي، فحرم عددا من المواهب الكروية من البروز والتألق في المنافسات التي تشارك فيها الأندية بعد ان أصبحت تعتمد على المهاجم الأجنبي في حسم النتائج من أجل تحقيق البطولات وإرضاء جماهيرها..! إن رفع شعار المنتخب أولاً هو من السياسات الرياضية الجميلة التي نؤيدها ونحرص على استمرارها وننادي بها فبعد أن قررت لجنة المنتخبات اتباع اسلوب التفريغ الجزئي قدم نجومنا مباراة مقبولة من الناحية الانضباطية وكانت خطوط الفريق متقاربة وظهرت بصمات المدرب كالديرون على أداء اللاعبين فاختفت الأخطاء المتكررة التي ظهرت في كأس الخليج وكان الانسجام والترابط واضحين على أداء المجموعة، وبقي العيب هو ضعف الناحية الهجومية وعلاجها الوحيد، هو إلغاء قرار الاستعانة باللاعب الأجنبي فالكرة السعودية وأنديتها لديها مهاجمون صاعدون جيدون يحتاجون فقط إلى طرح الثقة فيهم لتقديم أنفسهم وخدمة منتخب بلادهم أولاً وفرقهم ثانياً. إن استمرار تواجد اللاعب الأجنبي في الملاعب المحلية ضرره في الوقت الراهن أكثر من نفعه فهذا الاتحاد الذي يتزعم القارة نال اللقب بعد أن حقق فوزاً تاريخياً ومعجزة كروية بنجوم سعودية ولم يشارك معه سوى لاعب برازيلي هو شيكو خرج قبل نهاية المباراة ب(25) دقيقة وحينها لم تحسم النتيجة ولم يذهب اللقب القاري للعميد ومن المؤكد ان إلغاء قرار الاستعانة باللاعب الأجنبي سيخفف الأعباء المادية على الأندية ويجعلها تصرف جزءاً من الأموال التي تذهب للاعب الأجنبي بالتعاقد. مع مدربين يصقلون موهبة اللاعب المحلي الصاعد فتكون الفائدة عامة لقد أخذ قرار الاستعانة باللاعب الأجنبي فرصته الكاملة وأصبح تواجده أمراً مستهلكاً ويجب وضع حد له لأن آثاره السلبية بدأت تظهر ومصلحة ومستقبل الكرة السعودية يتطلب ذلك على الأقل في المرحلة القصيرة القادمة فإذا فعلنا ذلك فإن الهلال والأهلي والشباب والاتحاد والوحدة والاتفاق ستمنح الفرصة لأحمد الصويلح، محمد العنبر، محمد حيدر أمين، وليد الجيزاني، ناجي مجرشي، عيسى المحياني، صالح بشير وغيرهم لقيادة هجومهم وتقديم أنفسهم بصورة أفضل وسيكون المستفيد الأول المنتخب السعودي الذي تنتظره مباريات حاسمة وصعبة في التصفيات الحالية ولقاءات أكثر صعوبة وأكثر خطورة في المونديال لحظة التأهل. * محطات ساخنة: ** النجم خالد عزيز كان مميزاً في المباراة الماضية أمام أوزبكستان وقدم نفسه بصورة مختلفة، خالد مطالب باللعب بنفس الروح وإذا فعل ذلك فإنه سيكون مكسباً للهلال وللأخضر. ** عودة البطل مبروك زايد لمستواه المعروف عنه أعادت الهيبة والطمأنينة لعشاق بطل القارة. ** رئيس بعثة منتخبنا الاستاذ أحمد عيد تعامله الحضاري كان له الأثر الأكبر في تألق نجومنا في مباراة أوزبكستان. ** نقطة في بداية المشوار تعتبر جيدة خاصة وان الأخضر خاض اللقاء في ظروف مناخية صعبة لم يتعود عليها اللاعب السعودي لكنني ما زلت أشعر بالحسرة لأن الهدف الأوزبكي جاء في الثواني الأخيرة..! ** الإعداد الجيد والتفريغ الجزئي للاعبين أعطى الجهاز الفني الفرصة بإقامة مباريات ودية وإقامة معسكر ناجح في تركيا، مباراة كوريا الجنوبية القادمة الهامة تحتاج إلى تنفيذ برنامج مماثل، لكن يا ليت اللقاء يقام في إحدى المناطق لضمان التواجد الجماهيري، فحضوره مهم في مثل هذه المباريات فقد شاهدنا (45) ألف أوزبكي يساندون منتخبهم رغم ان المباراة أقيمت في ظروف مناخية سيئة حيث الأمطار والثلوج قبل اللقاء وأثناءه..! ** منتخبنا يحتاج إلى مباريات ودية مع منتخبات أداؤها مشابه لمستوى الفريق الكوري الجنوبي فهل يتم ترتيب لقاء مع متنخب الصين الغائب عن التصفيات مثلاً..!! * رجال الهلال الأوفياء الصادقون لم يتحملوا غياب ناديهم عن المنصات موسما واحدا فقط فأعادوه، أما النصر فمنذ سنوات وهو غائب عن البطولات وعندما تتحدث مع أعضاء شرفه بضرورة العودة به والوقوف معه تكون الإجابة روح دور غيري..!! ** بعض النصراويين المتواجدين فيه جعلوه سلماً للشهرة رغم أنهم لم يقدموا شيئاً له إنه الفراغ الإداري الذي يعاني منه النصر منذ رحيل الرياضي الكبير. بالظافر أبو زندة وياسر مدني لن يتطور التحكيم المحلي والحل الاستعانة بالحكم الأجنبي. ** صدارة الدوري للهلال ونهائي الدوري بين الهلال والاتحاد فعلى الأندية الباقية ان تعرف هذا وتدركه جيداً فهي تخوض المباريات المتبقية لتحديد المراكز من الثالث إلى الثاني عشر. ** الأهلي ألغى عقد بتشارا وأحضر فلافيو المتابع لأدائهما لا يشعر بفرق بينهما بل قد يكون بتشارا أفضل من ناحية تسديد الضربات الثابتة المتعاقبة. ** التعاقد مع باكيتا وعودة سامي الجابر لمستواه الكبير واحضار عبداللطيف الغنام وتطور أداء تفاريس وارتفاع مستوى الشلهوب أبرز العناصر في العودة السريعة للهلال، وقبل كل هذا موافقة الأمير محمد بن فيصل بالجلوس على كرسي الرئاسة. ** ماجد عبدالله كان جريئاً دائماً داخل منطقة الجزاء ولهذا ألهبت أهدافه الكثيرة المدرجات واليوم أبو عبدالله جريء داخل الاستديو التحليلي ليؤكد أنه مثار جدل داخل الملعب وخارجه..! ** يقولون إن يوسف الثنيان شارك مع الهلال يوم أمس إذا صحت عودة أبو يعقوب فإنه لن يعتزل (إلا إذا نسمت الكرة). ** لقاء الرائد والتعاون أمس الجمعة المنقولة تلفزيونياً يا ترى ماذا جرى فيه هل كسبه الرائد كالمعتاد أم حدثت المفاجأة وتعادل الفريقان أو فاز التعاون. ** المدرب الشهم ديمتروف لم تجبره الظروف الصعبة التي يعيشها النصر على تركه بل أصر على الاستمرار حتى نهاية عقده، النصر وفق في البلغاري ديمتروف الذي يعمل بكل اخلاص من أجل ابقاء النصر في دائرة المنافسة. ** النصر سيقابل الأنصار أولاً وإذا كسبه سيواجه الأهلي وإذا تجاوزه سيصدم بالشباب ومع هذا يقولون إن القرعة ابتسمت في وجه الأصفر البراق، حتى لو قابلت يا نصر برشلونة وريال مدريد فسيقولون ذلك. ** النصر بلغ المربع الذهبي أكثر من الأهلي والشباب والهلال والاتحاد لكنهم أخرجوه من الأربعة الكبار انه التاريخ الذي يكتب بالمقلوب وبأقلام الرصاص..!! ** الإداري الخلوق والرياضي الكبير الأمير طلال بن سعود أفضل من يتولى رئاسة النصر في السنوات الأربع القادمة، فسموه لديه علاقات واسعة ويملك خبرة رياضية عريضة، فلماذا لا يجتمع أعضاء شرف النصر في المستقبل القريب ويرشحوا سموه لهذا المنصب فأبو سعود لديه القدرة على إعادة النصر إلى سابق عهده وإعادته إلى أجواء البطولات فهل يفعل رجال النصر ذلك أم يتركوه كالعادة وتبدأ الإجازة الصيفية ولا تجد أحداً في النادي.