في صيف العام الحالي غادرت بعثة النصر الى العاصمة السورية دمشق دون رئيس وفد ودون أعضاء مجلس إدارة بل أنها وصلت الى بلاد الشام وهي تعاني من مشاكل مادية وإدارية ضخمة لا حصر لها بسبب الغياب الجماعي لرجال النصر في ذلك الوقت، لكن هذه النواقص تم التغلب عليها لأن الموهبة الكروية كانت حاضرة عند سعد الحارثي، وبندر الموينع وسعود مجرشي، عادل البيسي، عبدالعزيز الجرباء، أمين ومحسن القرني، إبراهيم أبو عبيد، صالح القنبر، وغيرهم من النجوم الصاعدة التي تبحث عن فرصة لتقديم موهبتها لخدمة النصر والكرة السعودية، واستطاعت هذه المواهب الصاعدة الواعدة بقيادة المدرب التركي جامشير، وبتواجد كامل من الاداري الوفي عبدالله الهويشل من تحقيق بطولة دورة الأسد الدولية والعودة باللقب للرياض.وفي الجانب الآخر كان فريق النصر الأول الذي يضم عددا من اللاعبين المتقدمين سنا والمتوقف عطاؤهم منذ فترة طويلة يقودون النصر من اخفاق الى آخر في بطولة الصداقة الدولية على كأس الأمير عبدالله الفيصل حتى ان الفريق الأصفر عجز عن بلوغ الدور نصف نهائي بعد أن خسر مباراته أمام النادي المغربي (4-3) بعد أن كان متقدما ب(3) أهداف.وبعد عودة بعثة النصر من أبها وهي تجر أذيال الخيبة ووصول الفريق الثاني من سوريا حامل اللقب، توقع كل من تابع مباريات النصر بفريقيه (أ) و(ب) أو الاول والرديف ان يبادر الجهاز الإداري والفني الى الاستغناء عن بعض اللاعبين الذين أثبتت الأيام وتعدد المباريات ان قرار الاستغناء عنهم ودون مقابل هو الحل الأنسب للتخلص منهم، ومنح الفرصة الكاملة للاسماء الصاعدة في تثبيتها في القائمة الرئيسية، لكن الذي حدث انه تم تجاهل أصحاب الانجاز ومساندة الذين عادوا بالفشل من أبها، فعطلت موهبة الجرباء، سعد جمعان، وأبو عبيد، المرير، مجرشي، الموينع، بعد أن حرموا من المشاركة نهائيا في جميع المباريات، وتم الاستمرار على تواجد بعض اللاعبين الذين انتهت صلاحيتهم ولم يعودوا قادرين على تقديم ما هو جيد ومفيد للفريق لتضيع هوية النصر بين مجاملة الأصدقاء وضرورة تواجدهم في القائمة الصفراء، بل ان المدرب جامشير الذي أثبت انه يملك رؤية جيدة تم تهميشه بل وصل الأمر الى طرده عن الجهاز الفني للتخلص منه والابقاء على بعض العناصر الفنية داخل الجهاز التدريبي والتي لا تمتلك المقدرة التي تعيد بالفائدة على النصر.ولأن القرارات الخاطئة تثمر عن انهيارات سريعة، فقد بدأ النصر يفقد النقاط المتتالية وأصبح الفريق يتلقى الخسائر الواحدة تلو الأخرى، فالبداية الجيدة للنصر مع مطلع الموسم الرياضي جاءت نظراً لضعف الاعداد عند الفرق المنافسة وبالتحديد الأهلي، الاتحاد، الهلال، الشباب، التي تملك العناصر الأساسية الجيدة والبديل المناسب، وبعد تتابع المباريات وارتفاع الجانب اللياقي والفني عندها، واحتدام أجواء المباريات تراجع النصر للمرتبة الخامسة بعد أن ظل طوال اللقاءات والاسابيع الماضية بين الأول والثاني. وتراجع النصر أمر متوقع فالفريق لا يملك اتخاذ القرارات الشجاعة والحاسمة، التي كانت تتم في وقت سابق فقبل عدة أعوام وعندما كان الجهاز الفني لديه الثقة في نفسه وفي عمله كان يزج بالاسماء الصاعدة ويثبت أقدامها في الفريق فبرزت وتألقت، أما اليوم فالجهاز الفني يخاف ويجامل، ولهذا أبعد النجم الصاعد وأعيدت العناصر المستهلكة.وإذا استمرت هذه المنهجية فإن الوضع سيزداد سوءاً وستدهور نتائج النصر في المرحلة الثانية من عمر الدوري وسيجد نفسه بين المراكز من (5) إلى (10) ولهذا فإن إدارة النصر مطالبة بالمسارعة في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الفريق وأبرزها المسارعة بالتعاقد مع الثلاثي الأجنبي وايجاد حل كامل وفوري لمشكلة كاريوكا، مع طرد اللاعبين المتوقف عطاؤهم أو عرضهم على قائمة الانتقال في الأيام القادمة والتخلص من بعض الاشخاص الموجودة في الأجهزة الفنية والتي تفضل مصلحتها الشخصية على مصلحة الفريق، وإذا اتخذت القرارات هذه خلال الساعات القادمة فإن وضع النصر سيتطور وسينافس على بلوغ المربع الذهبي أما إذا استمرت السياسة الحالية التي تعتمد على التسويف في اتخاذ القرارات فإن النصر سيجد نفسه بعيداً عن المراكز المتقدمة، ولهذا فإن إدارة النصر مطالبة باستغلال الوقت طالما الفرصة متاحة، فالنصر وضعه جيد، ولا يفصله عن مراكز المقدمة سوى فارق الأهداف. لقد أكدت مباراة الطائي يوم السبت الماضي والتي كانت من جانب واحد وتسيدها فارس الشمال من بدايتها حتى نهايتها واكتفى بالفوز بهدفين بعد أن رأف بحال النصر أن الفريق الأصفر يعاني من مشاكل فنية كثيرة وخاصة في منطقة الوسط والهجوم فالفريق من دون لاعب محور مقاتل ولا يوجد صانع العاب مميز يقوم بالدور الذي كان ينفذه يوسف خميس، مرحوم المرحوم، فهد الهريفي من قبل وظلت منطقة الوسط النصراوية أم المشاكل بسبب تواضع قدرات وامكانيات جميع من تواجد فيها منذ بداية الموسم حتى الآن، ولهذا نجد جميع الفرق التي واجهت النصر هي التي تسيطر على منطقة المناورة كما أن النصر بحاجة الى هداف أجنبي مميز مع التعاقد مع مهاجم سعودي بنظام الاعارة ليكون سند الثلاثي الجيد أبو عذاب، الحارثي، البيشي. وإذا استطاعت إدارة النصر التعاقد مع ثلاثي أجنبي جيد كما حدث قبل ثلاثة مواسم عندما حضر كارلوس، تورنيو، ردك بوسكاب، خوليو سيزار مع منح الفرصة الكاملة للاسماء الصاعدة بالتواجد بما فيهم فإن النصر سيتغير وضعه للأفضل بل انه سيكون أحد الفرق المرشحة للحصول على احدى البطولات، التي يشارك فيها. إن التصريح الذي أدلى به المدرب ديمتروف بعد نهاية المباراة الماضية أمام الطائي الذي قال فيه ان فريقه يستحق الخسارة وان دعم النصر بثلاثي أجنبي مميز ومؤثر يجب أن يتم وبأسرع وقت ممكن وان الهزيمة ليست نهاية المطاف، يجب أن يتم التعامل معه بصورة جدية فالرجل تحدث بصراحة ولامس الحقيقة ووضع يده على الجرح بعد ان شاهد تواضع أداء المجموعة التي لعبت المباراة بل انه ومنذ بداية الموسم وهو يطالب بدعم صفوف النصر بأجانب رغم انه يحقق الفوز على فرق شاركت بلاعبين أجانب مثل القادسية، الأهلي، الاتفاق، الوحدة، لكن الرجل لم يغفل شيئا مهما وهو ان بداية الموسم تختلف عن وسطه ونهايته لأنه يدرك ان جميع الأندية المشاركة سيرتفع مستواها الفني بعد أن تزداد عملية الانسجام واللياقة البدنية. وتشتد المنافسة وهو ما نشاهده حاليا ففرق الاتفاق والهلال والطائي والشباب والاتحاد تطور أداءها الفني كثيراً فالأهلي الذي هزم من النصر والوحدة والاتحاد بالثلاثة والأربعة في بداية الموسم ليس الأهلي الحالي الذي بات يكسب بالستة والثلاثة، والهلال الذي خسر من الصاعد الانصار وتعادل مع الرياض والقادسية أصبح يحقق الانتصارات المتتالية التي أوصلته لمركز الوصافة، والاتحاد سيقول كلمته القوية والخطيرة بعد أن ينهي مشاركته الآسيوية على اللقب القاري وحامل اللقب الشباب لن يتنازل عن بطولته وصدارته بسهولة، وهناك فرق ستتطور أكثر في المرحلة القادمة مثل الرياض والقادسية، ومن المؤكد ان الاتفاق لن يبقى على حاله الضعيف، كل هذه الأمور يجب ن يدركها أصحاب القرار وصناعه في النصر والعمل من الآن على دعم صفوف الفريق بما يحتاجه من عناصر محلية وأجنبية وعدم اضاعة الوقت فالهلال الفريق المنافس سارع أميره الشاب في تصحيح أوضاعه فتعاقد مع عبداللطيف الغنام لسد الثغرة الفنية التي يعاني منها الفريق والتي تسببت في تلقي الهلال عددا من الهزائم وأحضر لاعبين أجانب بدأت بصماتهم تظهر وتؤثر في نتائجه والأهلي بعد البداية الضعيفة استغنى عن العناصر المستهلكة ومنح الفرصة للنجوم الصاعدة القادرة على خدمة الفريق ولم يجامل الجهازين الفني والإداري على حساب سمعة الأهلي.إن الجماهير النصراوية الصابرة تطالب بتصحيح أوضاع فريقها بدءا من مباراة الرياض القادمة في بطولة الأمير فيصل بن فهد تحت (23) عاما ومهتمة بالحصول على لقبها، لتعويض الاخفاقات الماضية وتتمنى ان يتعامل الجهازان الفني والاداري مع البطولة بجدية لضمان حمل الكأس فالفريق يوجد به عناصر جيدة يسمح لها سنها بالمشاركة فيها فسعد الحارثي، عبدالرحمن البيشي، أبو عذاب، بندر تميم، أحمد الخير، بالاضافة للعناصر الصاعدة، والاجانب المتوقع حضورهم يمكن للمدرب ديمتروف عمل توليفة جيدة كما فعل جامشير في سوريا فمن خلالها قد يعود النصر لاجواء البطولات التي غاب عنها..!!