تكثيف الحملات العدائية الغربية الموجهة ضد إيران تشير بوضوح بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاءها الغربيين يطمعون في تطبيق السيناريو العراقي على هذه الدولة الإسلامية، ولهذا فقد جرى تكثيف الحملة الإعلامية الشرسة ضد طهران المبنية على اتهام الايرانيين بطموحاتهم النووية غير المشروعة وبتقديمهم المساعدة للإرهاب الدولي، وحينما يهدد البيت الأبيض على لسان ممثليه الاعلاميين طهران بأنه مستعد لإيقاف البرنامج النووي الايراني بوسائل عسكرية ويوزع معلومات ابتزازية في الصحافة بأن القوات الامريكية الخاصة قد بدأت عملياتها داخل الأراضي الايرانية ويحرض الإيرانيين على اتخاذ الإجراءات الطارئة الرامية إلى تطوير دروعها الدفاعية، وخاصة الصاروخية التي تسوقها الإدارة الامريكية فيما بعد للمجتمع الدولي كدلائل ثابتة على سوء النوايا الايرانية تجاه العالم كله، وتستخدمها لدق اسفين في علاقات ايران مع دول أخرى إلى جانب خلق الرأي العام العالمي وانطباع بضرورة ومصداقية اللجوء إلى القوة العسكرية ضد الحكومة الإيرانية الخارجة عن القانون ليشكل البيت الأبيض أرضية واطارا قانونيا لجمع ائتلاف عسكري عدواني جديد تحت مظلة الحلف الاطلسي لشن الحرب على دولة إسلامية مستقلة. وأخطاء صقور البيت الأبيض الجسيمة التي ارتكبوها في الملف العراقي تدل على أن واشنطن حين ترسم المشاريع السياسية العسكرية الجديدة الخاصة في العالم العربي والإسلامي يفوتها دائما امر بسيط وهو كيفية تأثير التطبيق سواء في دول ولدى شعوب المنطقة أو لدى المجتمع العالمي كله إذ يعتقد الخبراء الدوليون المستقلون بأنه إذا شنت الولاياتالمتحدة حربا على ايران وهي دولة تتمتع بنفوذ ديني في العالم الإسلامي فلابد أن ترد عليها الجماعات والحركات الأصولية المتطرفة المسلحة على الفور بمزيد من هجماتها ضد المصالح والرعايا الامريكية في أفغانستان وباكستان والعراق والدول الاسلامية الآسيوية التي ستكون بالضرورة أقوى وأسوأ مما نشهده منها اليوم أثر الاجتياح الأنجلو أمريكي للعراق بل أكثر إرباكا للحكومات العربية والإسلامية سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي ويقول نفس الخبراء أيضا: إن ما ينتج عن الغارات الأمريكية المحتملة على المنشآت الإيرانية النووية والاشتباكات بين الجيش الأمريكي والقوات الايرانية التي لديها الأسلحة والمعدات الحديثة ويتمتع أفرادها بمعنويات قتالية عالية جدا سيلحق أضرارا كارثية لبيئة إيران ومنطقة الخليج العربي بأسرها. ويدعو هؤلاء الخبراء المجتمع والدول الإسلامية إلى اتخاذ التدابير المشتركة من شأنها وضع الحد لتطبيق المشروع العسكري الأمريكي ضد إيران الذي يهدد الأمن والاستقرار للمنطقة كلها فكافة علامات الاستفهام الموجودة حول موضوع البرنامج النووي الإيراني يجب أن يتم حسمها بطرق سياسية سلمية على طاولة المفاوضات، وليس التهديد باستعمال القوة، بل والاعداد لهذه القوة بعد التمهيد لها بالدعاية الإعلامية وتثكيف التصريحات، وهذا ما حذرت منه حتى الدول الغربية مثل فرنسا التي دعا رئيسها جاك شيراك إلى حل موضوع البرامج النووية الايرانية عن طريق المفاوضات.