حرصت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية على ان تولي خدمة المجتمع اهتماماً خاصاً لارتباط نشاطاتها ومهامها المختلفة بالمجتمع والبيئة المحيطة به. فنشاطات الهيئة المتمثلة بالمسح والتنقيب عن الثروات المعدنية المختلفة والمسوحات والدراسات المتعلقة بالمياه والزلازل والبراكين والكهوف والمخاطر الجيولوجية بأنواعها ترتبط جميعها بالبيئة الطبيعية التي تحيط بالمجتمع ويعيش فيها ويتفاعل معها وتؤثر على حياته ويؤثر عليها سلباً وإيجاباً. وقد حبا الله المملكة ثروات طبيعية هائلة ومتنوعة نتيجة للتنوع البيئي والمناخي فيها من جبال شاهقة وحرات متنوعة ورمال ساحرة ووديان سحيقة وشواطىء رملية وجزر وشعاب مرجانية وكهوف وينابيع حارة وغيرها. ونظراً لأن البيئة الطبيعية تشمل تلك المعالم الطبيعية والجيولوجية المختلفة أدركت الهيئة من خلال أعمالها الميدانية المخاطر التي أصابت تلك المعالم الناتجة عن آثار النهضة التنموية الشاملة التي تعيشها المملكة في كافة المجالات. لذلك أنشأت برنامجاً خاصاً يعنى بدراسات الصحراء ومعالمها يهدف إلى القيام بدراسات تلك المعالم وطرق المحافظة عليها والقيام بحملات توعية شاملة لمعظم شرائح المجتمع للتعريف بتلك المعالم وأهميتها العلمية والسياحية وطرق المحافظة عليها من خلال المحاضرات والندوات والمطبوعات المتنوعة. وقد توجت ذلك بإصدار كتابي (الكهوف الصحراوية بالمملكة العربية السعودية) و(دليل هواة الرحلات في المملكة العربية السعودية). وايماناً من الهيئة بأهمية دور المدرسة في نشر الوعي بين النشء للمحافظة على البيئة الطبيعية وما تحويه من ثروات اقتصادية وطبيعية، رأت القيام بحملة توعية للتعريف بتلك المعالم وأهمية المحافظة عليها مع توزيع مطبوعات توضح ذلك، ومن تلك المعالم التي تسعى الهيئة للتعريف بها الكهوف الأرضية (الدحول) والتي تقع في منطقة الصمان شمال شرق مدينة الرياض إلى الشرق من رمال الدهناء، وقد أصدرت الهيئة بهذه المناسبة كتيب (الكهوف الدحول) في المملكة العربية السعودية ويأتي إصدارها لهذا الكتيب امتداداً لأعمالها السابقة ومساهمة منها في التعريف بهذه الكهوف الأرضية (الدحول) نظراً لزيادة الاهتمام من المواطنين والمقيمين على التعرف عليها وعلى ماهيتها. وقد حوى هذا الكتيب معلومات مفيدة عن أنواع الكهوف (الدحول) وتنوعها من حيث حجم الفوهة وشكل التكوين، كما حوى خريطة توضح مواقع تلك الكهوف والتي يظهر فيها تركز انتشارها في منطقة الصلب والصمان شمال وشرق المملكة العربية السعودية. وقد تناول الكتيب الطريقة التي تكونت فيها الكهوف (الدحول) كما أبرز مكوناتها والتي منها الهوابط التي تشكل مخاريط بلورية متدلية من السقف وكذلك الصواعد والتي تشكل أعمدة مخروطية ترتفع من أرضية الكهف بفضل تساقط قطرات الماء على بعضها، إضافة إلى ترسبات كلسية أو جيرية على جدران الكهف حدثت نتيجة انسياب الماء إليها من خلال الشقوق، وكذلك تلك المكونات الجبسية الأبرية الدقيقة المختلفة الأحجام والأشكال. كما شرح الكتيب الأهمية العلمية لتلك الكهوف (الدحول) إذ تتيح للباحثين والدارسين معرفة التتابع الطبقي تحت سطح الأرض لمجموعة من الصخور وتحديد أعمارها وكذلك دراسة المتكونات الجيولوجية للمنطقة الرسوبية في المملكة العربية السعودية. ولم يغفل الكتيب مناشدة الجميع بالمحافظة على تلك الكهوف (الدحول) وما تحويه من متكونات وتشكيلات جمالية تكونت عبر آلاف السنين يصعب تعويضها في حالة تدميرها، وأعطى إرشادات مهمة وتحذيرية لراغبين في النزول إلى تلك الكهوف (الدحول). وتأمل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية من لديهم الرغبة في استكشاف هذه الدحول الاتصال على هاتف 6195000 تحويلة 4053 أو على الموقع الالكتروني www.saudicaves.com