عقد الرئيس حسني مبارك صباح أمس جلسة مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الذي زار مصر فى إطار أول جولة خارجية له منذ انتخابه رئيساً للسلطة الفلسطينية. وقد بحث الرئيس مبارك مع أبو مازن نتائج الحوار مع الفصائل الفلسطينية والاتصالات الفلسطينية مع كل من الجانبين الإسرائيلي والأمريكي والدعم السياسي والاقتصادي والأمني المطلوب لتهدئة الأوضاع والعودة إلى مائدة المفاوضات لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما تناولت جلسة المباحثات بين الرئيس مبارك مع أبو مازن نتائج الاتصالات التي تجريها مصر مع كافة الاطراف بهدف العودة إلى مائدة المفاوضات وكان آخرها الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس مبارك مع رئيس وزراء إسرائيل ارييل شارون. وقد حضر المباحثات الدكتور نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني ونبيل عمرو عضو المجلس التشريعي والسفير زهدي القدرة سفير فلسطينبالقاهرة. وكان أبو مازن قادماً من الأردن حيث أجرى محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وهي الزيارة الأولى لعباس منذ انتخابه في التاسع من كانون الثاني - يناير رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، وتعود آخر زيارة له في القاهرة إلى 27 تشرين الثاني - نوفمبر. ومن جانب آخر سيعقد لقاء قمة أول بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي ارييل شارون (في غضون أسبوعين) حسبما أفاد به أمس مسؤول فلسطيني. وأوضح حسن أبو لبدة المدير العام لمكتب رئيس الوزراء أحمد قريع ان اللقاء سيجرى في غضون أسبوعين، وقال ان الموعد المحدد لهذا اللقاء سيعلن في الأيام المقبلة.وسبق لعباس الذي انتخب رئيساً للسلطة الفلسطينية في التاسع من كانون الثاني - يناير الحالي ان التقى شارون في العام 2003 عندما كان رئيساً للوزراء. وأعرب شارون في الأيام الأخيرة عن ارتياحه للإجراءات التي اتخذها عباس منذ انتخابه، وتحدث شارون خصوصاً مساء الخميس عن امكانية حصول (اختراق تاريخي) في العلاقات مع الفلسطينيين في حين أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية جولة في الشرق الأوسط تقوم بها كوندوليزا رايس الأسبوع المقبل. من جهة ثانية أكد صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات انه سيلتقي هذا الأسبوع مع دوف فايسغلاس مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لمناقشة عدة قضايا خصوصا التحضير للقمة التي تجمع الرئيس محمود عباس مع شارون. وأوضح ان موعد لقاء أبو مازن مع شارون سيتحدد وفقاً للنتائج التي سيتم التوصل إليها في الاجتماع التحضيري الذي يشارك فيه ايضا مسؤولون من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وسبق لعريقات ان التقى فايسغلاس الاربعاء في إطار أول اتصالات سياسية بين الطرفين منذ تنصيب عباس، تحضيراً لهذه القمة ايضا. ومن جهة أخرى فقد صرح مصدر أمنى فلسطيني أمس السبت بأن إسرائيل ستعيد فتح المعابر الحدودية مع قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال المصدر إن الجانب الإسرائيلي أبلغ الجانب الفلسطيني بنيته فتح معبر رفح البري على الحدود الفلسطينية المصرية يوم الاثنين المقبل أمام المسافرين. وأغلقت إسرائيل معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي في 11 كانون الأول - ديسمبر الماضي ولم تفتحه إلا قبل أيام قليلة للقادمين من الخارج دون أن يتمكن سكان القطاع من السفر. وأشار المصدر إلى أن السلطات الإسرائيلية ستعيد فتح معبر (المنطار) يوم الثلاثاء المقبل أمام حركة البضائع من إسرائيل وإليها بعد إغلاقه قبل أسبوعين في أعقاب هجوم فلسطيني أدى الى مقتل ستة إسرائيليين. وأضاف أن إسرائيل ستمنح 500 تصريح لتجار فلسطينيين لدخول إسرائيل عبر معبر إيريز شمال قطاع غزة. وجاءت هذه التطورات في أعقاب اجتماع أمني عقد يوم الخميس الماضي في حاجز ايريز بين اللواء موسى عرفات مدير الأمن العام الفلسطيني وافيف كوخافي قائد كتيبة غزة في الجيش الإسرائيلي. وقال المصدر إن الاجتماع أسفر عن السماح لقوات الأمن الفلسطيني بالانتشار في جنوب ووسط قطاع غزة وفتح طريق البحر بين مدينة غزة وفتح طريق أبو هولي بين جنوب القطاع ووسطه من الساعة السادسة صباحاً حتى التاسعة مساء والسماح للصيادين بنزول البحر بعد أن كان مغلقاً أمام زوارق الصيد. كما أكد وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث أمس السبت أن حوالي 40 ضابط شرطة فلسطينياً سيصلون إلى مصر في الأسبوع المقبل للتدريب في إطار الإسهام المصري في الترتيبات الأمنية الجديدة في غزة. وعلى الصعيد الميداني استشهد مواطن فلسطيني أمس السبت متأثراً بجروح أصيب بها بعد ظهر الجمعة برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة خزاعة في خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال المصدر الطبي ان المواطن ابراهيم الشواف (36 عاماً) استشهد صباح أمس متأثراً بإصابته برصاصة في الرأس أطلقها الجنود الإسرائيليون عليه في بلدة خزاعة، وأشار إلى انه نقل إلى مستشفى ناصر في خان يونس مساء الجمعة في حالة خطرة. وأوضح مصدر أمني محلي انه استشهد برصاصة في الرأس عندما اقترب من المنطقة الحدودية مع إسرائيل في شرق البلدة. وقد استكملت قوات الأمن الفلسطيني انتشارها صباح الجمعة في قطاع غزة خصوصاً المناطق الحدودية.