أطلّ الأمين العام للجامعة العربية على جموع الصحافيين بقاعة المؤتمرات بإقامة الدولة الميثاق بابتسامة عريضة ، وبدا مرتاحا جدا برفقة رئيس الدبلوماسية الجزائرية عبد العزيز بلخادم ، حيث نشّط رفقة هذا الأخير ندوة صحفية ، أول أمس ، تتطرق فيها إلى التحضيرات لعقد القمة العربية المقبلة بالجزائر المقرر إجراؤها يومي 21 و 22 مارس المقبل .. وسيطرت قضية تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية على جل أسئلة الصحافيين ، مما جعل عمرو موسى يؤكد أن الملف قد طوي نهائيا ، وانه باق إلى غاية نهاية عهدته في 2006 . وأكد عبد العزيز بلخادم أن هذه القضية لن تكون حاضرة في جدول أعمال القمة العربية المقبلة ، وهو ما يعني في نظر الكثير من المراقبين تراجعا في الموقف الجزائري ، بعد عدة أيام من الحرب الإعلامية بين الجزائر والقاهرة ، حيث وصف دبلوماسيون جزائريون الجامعة العربية بالملحقة التابعة للخارجية المصرية . وحظي الأمين العام للجامعة ، صبيحة أول أمس ، باستقبال من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، كما كانت لعمرو موسى محادثات مع وزير الخارجية عبد العزيز بلخادم ، حول التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية ، وخلال اللقاء الذي جمع الوفد الجزائري ووفد الجامعة العربية ، تطرق الجانبان إلى مختلف التحضيرات السياسية للقمة المقبلة ، بالإضافة إلى الملفات التي ستعرض على القادة العرب ، خاصة ما تعلق منها بإصلاح الجامعة العربية ، وتقييم مختلف الخطوات المتخذة في هذا المجال . وأعلن عمرو موسى خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الجزائري ، انه وقع على مرسوم يتضمن إنشاء مقر المعهد العربي للترجمة بالجزائر ، والذي أوكلت مهمة الإشراف عليه إلى المترجمة إنعام بيوض .. وبخصوص هذه النقطة ، أوضح عبد العزيز بلخادم ، الأحد الماضي ، أن إنجاز المعهد العربي للترجمة بالجزائر يعتبر تتويجا لجهود الأشقاء العرب ، وعلى رأسهم الأمين العام للجامعة العربية . ولدى وصوله إلى الجزائر ، أكد الأمين العام للجامعة العربية ، أول أمس ، أن التحضيرات انطلقت بين الجزائر والأمانة العامة للجامعة العربية بخصوص أجندة اللقاء المقبل بالجزائر ، وإجراء آخر مراجعة لها قبل عرضها في القمة المقبلة ، و أوضح موسى أن إصلاح الجامعة العربية ، ومقترحات الدول العربية لإيجاد أفضل السبل لإصلاح البيت العربي ، ستكون من أهم النقاط التي ستنظر فيها قمة الجزائر . وبالنسبة للامين العام للجامعة العربية ، فالقضية تتعلق بالدرجة الأولى بكيفية الخروج من قمة الجزائر بأفضل تصور لسياق دولي شديد التعقيد ، من خلال ميلاد مجموعة عربية موحدة ، والتي ستكون الجامعة أحسن إطار يحتويها ، وما يمكن تسجيله من المؤتمر الصحفي المشترك بين موسى وبلخادم ، تجاوز أجواء الاحتقان التي ميزت ، سواء العلاقات بين الجزائر والجامعة العربية أو بينها وبين جمهورية مصر ، حيث سحبت الجزائر مطلبها القاضي بتدوير منصب الأمين العام للجامعة ، وأبدت تأييدها لبقاء الأمين العام الحالي في منصبه ، وهو ما أثار استغراب حتى اشد العارفين بأدق تفاصيل الوضع العربي المعقد . ونفى عمرو موسى أن يكون إصلاح الجامعة العربية ذا صلة بمشروع الشرق الأوسط الأمريكي الذي تدعو إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية ، كما فنّد الأنباء التي نقلتها بعض وسائل الإعلام بخصوص مساع عربية لإفشال قمة الجزائر. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، أوضح موسى أن القمة العربية المقبلة ستركز على دعم جهود اللجنة الرباعية التي تمخضت عن الموقف العربي المشترك في قمة بيروت ، مشيرا إلى أن القضية شديدة الصعوبة والتعقيد ، و لكن حلها سهل إذا تم احترام قرارات الأممالمتحدة . وفي الشأن العراقي ، نفى الأمين العام للجامعة نيتها إيفاد مراقبين للإشراف على سير الانتخابات المقرر إجراؤها في نهاية شهر يناير الجاري ، مضيفا ان الجامعة تريد العراق لكل العراقيين دون ذكر الانتماء . وكشف رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن قمة الجزائر ستشهد ميلاد ترويكا عربية مكونة من تونس ، الجزائر والدوحة التي ستستضيف القمة العربية المقبلة لمتابعة قرارات قمة الجزائر ، وسيقوم الرئيس بوتفليقة بإيفاد مبعوثين عنه لدعوة القادة العرب لحضور قمة الجزائر ، ولم يستبعد عبد العزيز بلخادم عقد قمة بين الرئيس بوتفليقة والملك محمد السادس ، قبل موعد القمة العربية لتطهير الأجواء لقمة الجزائر . ويرى مراقبون أن الجزائر أجلت طرح هذه النقطة إلى قمم لاحقة ولم تتخل عنها ، وهو ما يعني عودة حالات الانسداد والأزمات الصامتة بين الدول العربية ، ما لم يدرك العرب أن قضية الإصلاح والتداول من مقتضيات التحول الحقيقي نحو الديمقراطية ، وفي صالح المواطن العربي وبما يخدم قضاياه الرئيسية لا غير .