إلى أهل القرآن، شباب الخير وشامة الوجود وفخر الأمة، مع سؤال الله تعالى أن يجعلنا منهم، وأن يجعل القرآن لنا نوراً في الدنيا والقبر ويوم الحشر: يا فجرُ اشرق وابعث الأنوارا وارسم على كف السماء فخارا وانثر على خضرِ الروابي بهجةً وابعث نداءً يسمعُ الأقمارا ابعث نداءً في الفضاءِ مدوياً يحكي ويروي في العلا الأخبارا اهتف وقل إني لأرمقُ مصحفاً في صدرِ قومٍ زادهم إكبارا هم فتيةٌ جعلوا الحياةَ عبادةً نسجوا من المجدِ التليدِ إزارا فكأنهم في الأفقِ نجمٌ ساطعٌ يضفي على هامِ السماءِ وقارا يا فتية القرآنِ يا رمزَ الهدى شدوا السواعدَ وأبدأوا الإبحار وابنوا من الإيمانِ خيرَ سفينةٍ ثم اجعلوا قرآنكم بحارا وادعوا إلى دينِ الإلهِ بحكمةٍ حتى نفاخرَ فيكمُ الأقمارا روّوا من الذكرِ الحكيمِ قلوبكم واجنوا من القولِ المبينِ ثمارا لا تُخدعوا بسعادةٍ مكذوبةٍ بجميلةٍ تتحسسُ الأزهارا لا تُخدعوا بأناملٍ شفافةٍ حساسةٍ تتجاذبُ الأوتارا لا تطمئنوا فالعدو مخادعٌ يسقيكمُ ماءً، ويضرمُ نارا يسقيكم عسلاً لذيذاً طعمهُ ويصيرُ ذئباً، يهتكُ الأستارا فتذكروا عهد المفاخرِ عندما أضحوا شعوباً ولتِ الأدبارا وتنبهوا واتلوا كتابَ إلهكم ولتنشروا بين الورى أنوارا فقصائدي ممزوجةٌ بودادكم قد صُغتُ من حبي لكم أشعارا فقفوا على مرأى الأنامِ ورددوا نور الهدايةِ زدانا إصرارا