علي محمد الحسون يأتي الشاعر بكل صخب الحياة فيعطي من ذاته ما تنطوي عليه نفسه من مشاعر هي غاية المعرفة بأبعاد تلك النفس الانسانية ,, فتخرج حروفه ناصعة وباهية بكونها تعطي تلك المشاعر شحنتها من القوة والاندفاع , وشاعرنا الدكتور عبدالعزيز خوجة واحد من الشعراء الذين لهم نكهتهم ومذاقهم الخاص بما ينطوي عليه ابداعه من إغراق في مفهومية الحياة اللامتناهية فهو يمتح من بحر فائض بكل معاني الحب .. ذلك الحب السامي. الذهاب إلى مساقط النور .. والمتح من مشاعر الصدق والإيمان لو أنهم جاؤوك ما نصب الحداد على الجباه الله .. يا الله لو أدنو قليلاً من مداه لو ترفو نفسي الأولى رواه الله .. يا الله لو ضمخت قلبي من شذاه وفي سناه الله .. يا الله لو تدنو إذن مني يداه لتفجرت روحي من الصوان نبعاً من مياه الله .. يا الله كم هتكت ليالينا عيون الغاصبين وتناهشت دمنا حراب الروم ماجنة على جسد رثينا في صدى رعشاته السيف المكين وترى (المغول) على مشارف أفقنا المحزون تشرب في جماجمنا مدى أنخابها وتراهم من بين أيدينا، وفوق نعاسنا وعلى ثياب نسائنا من كل صلب ينسلون ******* هكذا يأتي مغرقاً في الاعتراف متأسفاً على هذا الضياع الذي يرفل فيه الناس .. تساءل في حسرة: لو انهم جاؤوك نعم انه التساؤل المر بل الحزين على حال الأمة الذي وصلت اليه ولكن في وسط كل هذا يأتي شاعرنا على صهوة الكلمة قائلا : سراج الأكوان يا بلادي تلفت الثقلان كبر المجد فوق هام الزمان وارتدى الأفق هيبة من يناديني هلموا، هذا السنا عنواني فأنا في دار المجرات نور وسراج لمجمل الأكوان أي مرقى لي صهوة أي فضل .. يا لفخر قد هل للإنسان وأنا من بيت الإله بقلبي وضلوعي تضمه بحنان وذراه العلا وبنيانه المع مور يضفي نوراً على البنيان انه يأتي من هذا المكان بيت الله مكةالمكرمة بذلك الزخم الايماني الذي بلغ ذراه العلا وكان بنيانه يضفي نوراً على كل بنيان . هذه البلدة الطاهرة التي سكنها الهدوء وتشبعت شعابها بالنور والهدى. ها هنا قبلة الورى في شعابي والأماني في ظلها الفينان مشعل الحق والهدى في يميني واستضاءت بالمصطفى أركاني مرحباً الف مرحباً رددتها في وهادي أعلى الذرى والمحاني وأجابتها في المدى فرحة نا نالت مداها في خافقي وكياني اسمعه وهو يتغنى بمكة التي شع وهج سناها على كل الاصقاع حاملا نداء الايمان والرحمة .. عندما تلاقت على ثراها السماء والارض في عناق رحماني اسمعه وهو يترنم بهذه اللحظة المشرقة لتدرك كم كان صادقاً فيما يقول. أي يوم يا مكتي هل بشراً وتباهت ساعاته والثواني يوم أن عانق الإله السماوات بأرض .. شوقان يلتقيان سبحت في العلا ملائكة الله حبوراً للواحد الرحمن يأتي الشاعر وهو حامل لكل معاني الاطمئنان وهو يذهب بعيداً في احاسيسه نحو ذلك الباهي على درة الزمان الذي أتى ليخرج الناس من دياجير الظلام الى مشرق النور ومساقط الايمان. وسحابات الخير تهمي ثقالاً والعطايا تسري إلى الظمآن وتباشير المصطفى تتوالى والسجايا تترى على أجفاني ها هو الفجر باسم يتغنى والصباح الوليد كالنشوان قبل الأفق نشوة في هيام فعناق يسيل بالتحنان نعم يمضي في وصف حبيبه صلوات الله عليه بكل ذلك الهيام وذلك الصفاء المتغلغل في تلافيف نفسه الشفافة. ذاك (طه) يخطو على جنباتي ذاك (طه) يغلو على الأقران الأمين الأمين يسطع شمساً وفلول الظلام في ذوبان يا (محمد) اقرأ ولألأ ضوء وتعالت شمس الهدى في العنان ويمضي شاعرنا في توهجه ذاك سابحاً في ذلك البهاء الذي يأخذنا في سماوات من الاحساس بذلك – النور – والهتافات من مدى الكون تتلو في سماع الزمان أحلى البيان ها هو الوحي من أعالي الأعالي ها هو النور قد سرى للعيان ضمه الوحي مرة ثم أخرى وتلاقى نوران متصلان يا (محمد) .. أنت الرسول فبلغ .. شفتان بالوحي ترتعشان هكذا يوصف لحظة ارتباط السماء بالأرض بذلك الاشعاع .. انها لحظة الاشراق في نفسه – وبذلك الاحساس الذي طغى عليها وهو يقول لها في غمرة الايمان فما وجد الا كل حنان وكل عطف عندما قال لها: دثريني .. تلهفت مقلتاها دثرته بقلبها المتفاني مسحت بالتحنان جبهته من عرق مسك كانفراط الجمان فكانت نعم المتلقي لهذه اللحظة الايمانية فراحت تحيطه بحنانها وهي مؤمنة بصدق ما أتى به. يا ابن عمي .. ودثرته حناناً وعيون الرضا عليه حواني يا لها من عقل لبيب وفهم شق ستر الغيوب والأذهان عرفت أنه الرسول بلا ريب ومعصوم من أذى الشيطان ليتلاحما في إيمان صادق بينهما كأنهما نفس واحدة بذلك الاغراق في التصديق بما جاء به دون ان ينتابها ريب فيما أتى به من نور الرسالة. ذاك وحي الإله يأتي و(طه) سيد الرسل، خاتم الأديان تلك أم الزهراء من مثلها في قدرها .. حسبها رضا الديان ورفيف الملاك جذلان يأتي لحبيب الإله بالقرآن فتلقى من ربه ما تلقى من كتاب منجم بالأوان محكم في تبيانه وفصيح عربي مفصل بالمعاني ويأخذنا شاعرنا في مسيرة الرسالة بتلك الروح المغرقة في الحب والصفاء عندما يذهب بنا الى مكان مهاجره صلوات الله عليه وسلامه فيقول : أذن الله بالرحيل لحين ومضى في درب الهدى الصاحبان من بقاع هي الهوى لبقاع هي عند الإله أغلى مكان كان في الغار رحمة ثاني اثني ن ويجلو مكامن الأحزان هجرة بعدها رضا وفتوح ثم عود في عزة وأمان و(سراقه)، قد هزه الرعب والمه ر كبا، إذ ساخت له حافران عرف الحق ثم عاد بوعد و(السوار) حكاية الركبان والطريق الطريق يزهو جلالاً واشرأبت جباله في افتتان ذاك نور الكونين شع بهاءً ورمال جذلى من الهيمان عانقته الأرواح وهي فداء وتسامى النشيد في الآذان مرحبا يا خير الورى بقلوب فاض منها معنى الهوى الرباني تلكم الأنصار الميامن بذلاً ووفاءً أهل الوغى والطعان هكذا يمضي بنا شاعرنا المذاب عشقاً في ذلك الضوء المبهر السناء بتلك المشاعر الفياضة والنفس المبذول في طريق الحق والعدل والايمان واصفاً اولئك الرهط من المؤمنين في تلك الارض الجذلى بالقادم اليها عندما قال شاعرنا: ثم آخى الرسول بين رجالٍ صدقوا ما قد عاهدوا بتفاني وتجلت (بدر) فهذا (علي) في رحى الحرب قاهر الشجعان برقه يهوي بالمنايا ويروي رمحه من مقاتل العدوان وتراءت أرض الوغى فإذا (حم زة) يسقيها بالنفيس القاني الى ان يصل بنا الى يوم كان يوم التقى الجمعان في شهر القرآن .. فيزهق الباطل مهما تسور بالأبهة والقوة فانه زائل امام الايمان والصدق. تلك (بدر) أقمارها قد اضاءت صفحات التاريخ للفرسان تلك (بدر) لم تبق للكفر أرضاً وانطوى في بئر من النسيان وتلتها (بدرية) ثم أخرى والصدى ترجيع لصوت الأذان وأنا من شق الزمان بنهر من رجال رووا جديب المعاني أي (صديق) في الملا ك (أبي بك ر) الملمات ماله من ثاني و(أبو حفص) فيصل في يد الع دل سنان للحق والايمان والندى (ذو النورين عثمان) يتلو والليالي تضيء بالفرقان و(علي) باب العلوم تلقى سرها من ينبوعها النوارنى هم صحاب للمصطفى، فتحوا الأ مصار اسداً بمحكم التبيان حيثما ساروا نجمة للحيارى حيثما حلوا دوحة وأماني الى ان يأتي قائلا في زهو المؤمن المتبتل .. الغارق في نشوة الفوز وخسارة الاوثان فيقول : هم سيوف أرادها الله تفري كل كفر في دولة البهتان فتهاوت في ذلة وهوان هيبة للطاغوت والأوثان يا منادي هل تمثلت مجدي في ثنايا التاريخ والأوطان؟ جئت والعز إخوة في المعالي وأنا والنهى معاً صاحبان وحباني الإله هدي رسول فحماني من غدرة الحدثان فصلاة من الإله عليه كل حين ملء المدى والزمان وبعد : هذه سياحة – شعرية – مع بعض قصائد شاعرنا الليلة معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وهي ليلة لابد ان تكون مشيعة بعذب الكلام .. وشدوه المعتاد.