خطوة موفقة وجريئة وناجحة بفضل من الله سبحانه وتوفيقه تلك التي اتخذتها الأمانة العامة للهيئة العليا للسياحة بالتنسيق والتوافق مع وزارة الصحة وذلك بمباشرة تنفيذ مشروع حيوي التقت الأفكار حول جدواه وأهميته، وتقاربت الرؤى المتحضرة حول مفهوم ما يسمى (بالسياحة العلاجية) أو العلاج السياحي، وهو سلوك خدماتي أمثل يجعل من الخدمات الصحية والعلاجية محط أنظار كل محتاج، ليس من سكان المملكة فقط بل من المحيط القريب والبعيد عندما يجد المريض العلاج المثالي والخدمة الراقية وتحصيل النتائج المرضية إلى جانب الكلفة المعقولة التي تحق له مجتمعة علاجاً وسياحةً وراحةً وتوفيراً، وهذا دون شك غدا من أهم ركائز التسويق السياحي، كان مجرد فكرة نضجت عبر الدراسة والتخطيط وستتحول بتوفيق من الله، وبحرص ولاة الأمر حفظهم الله إلى واقع ملموس، يؤكد جدوى العمل على تطوير مفهوم السياحة العلاجية، وسيؤتي ثماره الطيبة بعون الله وهمم المخلصين في هذا الوطن. ويقيناً أن قياديي الهيئة العليا للسياحة، ومن خلال ما عرف عنهم من حرص شديد وإخلاص ومصداقية في العمل يقومون بالكثير لتطوير الهيئة ورفدها بكل عوامل النجاح حتى يتحقق ما يصبو إليه الناس جميعاً، وما ذاك اللقاء المفتوح مع مقدمي الخدمات الصحية حول موضوع الصحة العلاجية إلا دليل ساطع على حرص الهيئة العليا للسياحة على المسير في طريق التطوير، في ظل الدعم الذي يجده قطاع السياحة من ولاة الأمر - حفظهم الله - وتماشياً مع ما تنعم به مملكتنا الحبيبة من نهضة شاملة في كل الميادين، ومن خلال أهمية الانفتاح السياحي وابتكار الوسائل الحديثة التي تستقطب السائح من كل أنحاء العالم، وإطلاعه على آخر ما توصلت إليه المملكة من تطور في مناحي الحياة شتى، ولاسيما الخدمة العلاجية بأشكالها المتعددة، خاصة إذا ما وضعنا في الحسبان أن المملكة أضحت مقصداً لكثير من طالبي العلاج والخدمات الطبية المتطورة، ومنها على سبيل المثال فصل التوائم، ومن المعروف أن المملكة العربية السعودية قطعت شوطاً بعيداً واكتسبت سمعة طيبة أهلتها لتكون رائدة في هذا المضمار إضافة إلى عمليات التوليد عن طريق ما يسمى بأطفال الأنابيب، وعمليات القلب المفتوح، والطب الرياضي، وغير ذلك من التخصصات الطبية النادرة التي ضربت فيها المملكة بسهم وافر وأصبحت محط أنظار كثير من طالبي الاستشفاء في بلاد الحرمين الشريفين التي اختصها الخالق القدير سبحانه بأن جعلها قبلة المؤمنين، وأقام البيت العتيق على ترابها الطهور، وبعث منها خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلوات والتسليم، لذا فلا غرو أبداً أن تتضافر الجهود والهمم من أجل توكيد الجودة في كل عمل وجهد يحتاج إلى تخصص عالٍ، وإتقان وإخلاص في استقبال وخدمة الضيوف القادمين، سائحين أو مستشفيين، وبتحقيق هذا الطموح سنجد أنفسنا أخيراً بأننا إضافة إلى تأكيد الخدمة، وإبداء الوجه المشرق لبلدنا وشعبنا والتعريف بتاريخنا وإنسانيتنا، فإننا نحقق دخولاً إضافيةً من خلال تطوير صناعتنا السياحية تساهم في رفاهية مجتمعنا. إن دور وزارة الصحة في هذا المجال هو دور مركزي وأساسي، وهذا ما أكده معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع حين دفق مداد يراعه بالتوقيع على الاتفاقية المبرمة بين وزارته والهيئة العليا للسياحة، مشدداً بأن التعاون بين المؤسسات المعنية سيكون بلا حدود، لتحقيق النجاح المرجو، الذي يحقق تطوير وتسويق السياحة العلاجية في المملكة تطبيقاً لأرفع المعايير الصحية الدولية بما يتوافق مع حرص وزارة الصحة الدائم على تطبيق أعلى درجات ضبط الجودة في المرافق الصحية، وقد أكد معالي وزير الصحة أن الخدمات الصحية في المجالات الوقائية والعلاجية والتشخيصية والتأهيلية قد وصلت إلى أرقى المستويات. إن الطموح المشروع في رؤى الهيئة العليا للسياحة في مساعيها الحميدة لتطوير وتحديث المرافق العامة، والصحية بوجه الخصوص لدمجها في صناعة التسويق على أسس علمية وحضارية، يحتاج من الجميع العمل الجاد والتعاون والخروج عن بيروقراطية الروتين كي يتحقق التسارع في التنفيذ، والتوجّه العام في سياسة الدولة برعاية وتوجيه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورجالات المملكة، وما تحدث به معالي وزير الصحة، هي مكاسب وطموحات غالية يجب على الجميع بذل الجهود للمحافظة عليها، لأنها مكتسبات لم تحقق مراميها إلا بالكد والجد والاجتهاد والمثابرة والتفاني والإخلاص، ويبقى الأمل المرتجى أن نعطي الانطباع الأمثل عن إنسانيتنا، وحضارة بلدنا، ومسعانا الدائم لخدمة عباد الله تنفيذاً وامتثالاً لرسالة ديننا الحنيف، والله الهادي إلى سواء السبيل. الرياض - فاكس 014803452 [email protected]