قال مسؤولون إن حريقاً في ملهى مزدحم بالشبان بمناسبة عطلات العام الجديد في مدينة بوينس ايرس عاصمة الارجنتين أدى إلى مقتل 169 شخصاً وإصابة 375 آخرين بعد أن حوصر رواده الذين تدافعوا للنجاة بحياتهم نتيجة إغلاق الأبواب. ويعتقد ان الحريق نجم عن إطلاق ألعاب نارية على سقف الملهى خلال حفل موسيقي مما أدى إلى تساقط قطع مشتعلة من السقف على حشد مؤلف مما يصل إلى أربعة آلاف شخص حاولوا باستماتة الهروب من النيران والدخان الخانق. وقال ارييل مونجز (25 عاما) الذي نجا من الحريق وفقد صديقا وأحد أبناء عمه خلاله وكان يبحث عن صديق آخر في مستشفى ريفادافيا إن النيران انتشرت خلال دقيقة وكنا جبلا من الناس الذين يحاولون الفرار. وصرح وزير الداخلية انيبال فرنانديز بأن الحريق الذي وصفه مسؤولون بأنه أسوأ كارثة شهدتها الارجنتين ربما أودى بحياة عدد أكبر من الناس لأن أربعة من أبواب الملهى الستة كانت مغلقة بسلك. وقال انيبال ايبارا رئيس بلدية بوينس ايرس: ان مخارج الطوارئ كانت مغلقة على ما يبدو حتى لا يدخل الناس دون ان يدفعوا تذاكر واضطر رجال الاطفاء لكسرها. ويعتقد ان معظم القتلى ماتوا بسبب استنشاق الدخان. وقال رئيس البلدية ان الفرقة التي كانت تغني بالملهى حذرت الناس من إطلاق الألعاب النارية حتى لا يتسببوا في إشعال حريق، ولكن بعد الغنوة الأولى أو بعد ساعة من انتصاف الليل مساء الخميس أطلقت مجموعة من الناس ألعاباً نارية في السقف المغطى بالاسفنج الصناعي سريع الاشتعال، وتباع الألعاب النارية في الشوارع في شتى أنحاء امريكا اللاتينية بمناسبة الاحتفال بعطلة العام الجديد. وقالت الشرطة ان الحريق أخمد بسرعة ولكن رجال الانقاذ واصلوا إخراج الناس على محفات من داخل الملهى، وعرض التلفزيون مشاهد لجثث شبان ممدة على الارصفة خارج الملهى. وهرع الآباء إلى مكان الحادث على أمل العثور على أبنائهم وبناتهم وسط الفوضى ثم تدفقوا على المستشفيات التي نقل اليها القتلى والجرحى. وهذا أسوأ حريق في الأمريكتين منذ الحريق الذي شب في متجر عملاق في باراجواي المجاورة في أغسطس - آب الماضي مما أدى إلى مقتل نحو 400 شخص. ووجهت لأصحاب المتجر اتهامات بإغلاق الأبواب بعد اندلاع الحريق لمنع تعرض المتجر للنهب. وشبت حرائق أخرى كثيرة في أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة بسبب الألعاب النارية التي تُباع في كل الشوارع تقريباً خلال فترة العطلات. وقبل ثلاثة أعوام قتل أكثر من 300 شخص عندما شب حريق في منطقة تجارية مزدحمة في ليما عاصمة بيرو، وبدأ الحريق بانفجار في متجر يبيع الألعاب النارية لحفلات رأس السنة.