سادت حال حزن في رومانيا غداة مقتل 27 شخصاً معظمهم من الشبان وجرح أكثر من 200 في حريق اندلع داخل نادٍ ليلي في بوخارست. وأعلنت الحكومة «حداداً وطنياً لثلاثة أيام» بعد هذه المأساة التي تعتبر الأكبر في تاريخ العاصمة الرومانية. وكتب الرئيس كلاوس يوهانس على موقع «فايسبوك»: «إنني حزين جداً على غرار أمتنا كلها، وأبدي تعاطفي وتضامني مع عائلات الضحايا. وأوضحت الشرطة أن انفجاراً حصل خلال عرض لألعاب نارية داخل مرقص «كوليكتيف» الذي يتواجد داخل مصنع يعود للعهد الشيوعي، حيث حضر بين 200 و400 شاب حفلة موسيقية لفرقة الروك الرومانية «غودباي تو غرافيتي» من أجل الترويج لألبومها الجديد في سهرة هالوين. وأفاد شهود بأن عموداً من الدخان صعد إلى السقف الذي اشتعل، ما أدى إلى سحابة كثيفة من الدخان في المرقص، وأثار هلع الحشد. وقال فيكتور يونيسكون أحد الشهود: «عمّت فوضى عارمة وداس الناس على بعضهم، وأصيب بعضهم بإغماء بسبب الدخان. وأكد شاهد آخر يدعى علي باندورو أن النيران انتشرت «خلال ثلاثين ثانية». وروى لموقع «هوتنيوز» الإخباري أن «الناس لم يستطيعوا مغادرة الملهى، لأنه لم يكن هناك إلا باب واحد مفتوح، وبدأ التدافع فوراً». وذكرت وسائل إعلام أن المخرج الثاني للمرقص كان مغلقاً. وأظهرت مشاهد تلفزيونية شرطيين ومسعفين يحاولون إفاقة شبان ممددين على الرصيف، في وقت دوّت أصوات أبواق سيارات الإسعاف. ويعاني عدد كبير من المصابين من جروح في أرجلهم بسبب التدافع، وحالات تسمم. وذكرت محطة تلفزيون «انتينا -3» المحلية أن مغني الفرقة وأحد عازفيها أصيبا بجروح خطيرة. وقال وزير الداخلية غابرييل اوبريا لدى تفقده مكان الحادث: «إنها أخطر مأساة من هذا النوع في بوخارست». ووضعت وزارة الداخلية أرقام هواتف في تصرف العائلات للحصول على معلومات عن ذويهم. وأشارت إلى أن أكثر من 500 رجل إنقاذ ودركي وشرطي ومسعف جرى حشدهم لمساعدة الضحايا. وفتحت صفحة على موقع «فايسبوك» لتشجيع المواطنين على التبرع بالدم. ونجم بعض أدمى كوارث الملاهي الليلية في العالم عن ألعاب نارية. ففي بلدة سانتا ماري جنوبالبرازيل، تسببت ألعاب نارية في احتراق ملهى قضى 241 شخصاً داخله عام 2013. وأحرقت الألعاب النارية أيضاً ملهيين ليليين في مدينة بيرم الروسية، حيث قتِل 156 شخصاً عام 2009، والعاصمة الارجنتينية بوينس أيرس، ما أسفر عن سقوط 194 قتيلاً عام 2004. وتحدث الرئيس الروماني عن عدم احترام قواعد السلامة في الملهى. وقال: لدينا مؤشرات تدل الى ان القواعد القانونية لم تحترم، و»آمل بأن تجري السلطات تحقيقها بسرعة وحزم». وأعلن رئيس الوزراء فيكتور بونتا وجود اجانب بين الضحايا، مبدياً تضامنه «مع المواطنين الأجانب الذين اصيبوا او قتلوا» بلا اعطاء توضيحات، وذلك في ختام اجتماع حكومي. ولم تشر مصادر طبية الى اي وفاة في صفوف اجانب مع وجود ايطالية وإسبانيين اثنين وإلماني في عداد الجرحى.