تسبب حريق شب في ملهى ليلي مزدحم في العاصمة الأرجنتينية في قتل 175 شخصاً وإصابة 619 آخرين. واندلع الحريق حوالى منتصف ليل الخميس - الجمعة في ملهى"ريبوبليكا دو كرومانيون"الواقع وسط بوينس ايريس فيما كان اربعة آلاف شاب تجمعوا لحضور حفلة موسيقية تحييها فرقة محلية. وعند الفجر، كان ستمئة شخص من أطباء ومسعفين ومتطوعين، لا يزالون يعملون في موقع الحادث، في حين كانت أربعون سيارة إسعاف تنقل الجرحى والقتلى الى مستشفيات المدينة. وأفادت شهادات أن الحريق اندلع بسبب العاب نارية ألقاها مشاهد وسط الحضور خلال حفلة موسيقية، مما أدى الى تساقط قطع مشتعلة من السقف على الساهرين الذين استماتوا في محاولة الهروب من النيران والدخان الخانق. وقال آرييل مونغز 25عاماً الذي نجا من الحريق وفقد صديقاً وأحد أبناء عمه خلاله، وكان يبحث عن صديق آخر في مستشفى ريفادافيا، ان"النيران انتشرت خلال دقيقة وكنا جبلاً من الناس الذين يحاولون الفرار". وأعلن وزير الداخلية انيبال فرنانديز ان الحريق الذي وصفه مسؤولون بأنه أسوأ كارثة شهدتها الأرجنتين، ربما أودى بحياة عدد اكبر من الناس، لان أربعة من أبواب الملهى الستة كانت مغلقة بسلك. وقال انيبال ايبارا رئيس بلدية بوينس ايريس إن مخارج الطوارئ كانت مغلقة على ما يبدو،"حتى لا يدخل الناس من دون أن يدفعوا"ثمن التذاكر واضطر رجال الإطفاء لكسرها. ويعتقد أن معظم الضحايا ماتوا بسبب استنشاق الدخان. وأضاف رئيس البلدية أن"الفرقة التي كانت تغني بالملهى حذرت الناس من إطلاق الألعاب النارية لئلا يتسببوا في إشعال حريق. ولكن بعد الأغنية الأولى، أو بعد ساعة من منتصف الليل، أطلقت مجموعة من الناس ألعاباً نارية في السقف المغطى بالإسفنج الصناعي سريع الاشتعال". وتباع الألعاب النارية في الشوارع في شتى أنحاء أميركا اللاتينية بمناسبة الاحتفال بعطلة العام الجديد. وقالت الشرطة إن الحريق اخمد بسرعة، ولكن رجال الإنقاذ واصلوا إخراج الناس على محفات من داخل الملهى. وعرض التلفزيون مشاهد لجثث شبان ممدة على الأرصفة خارج الملهى. وهرع الآباء الى مكان الحادث على أمل العثور على أبنائهم وبناتهم، وسط الفوضى ثم تدفقوا إلى المستشفيات التي نقل إليها القتلى والجرحى. وهذا أسوأ حريق في الأميركتيين منذ اتت النيران على متجر عملاق في باراغواي المجاورة في آب أغسطس الماضي، مما أودى بحياة نحو أربعمئة شخص.