التقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع الرئيس المصري حسني مبارك أمس الأربعاء وذلك قبل توجهه إلى واشنطن لاجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون حول التوصل إلى تسوية نهائية مع اسرائيل. وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى الذي حضر الاجتماع ان المحادثات التي ستجرى في واشنطن بين عرفات وكلينتون اليوم الخميس ستكون مهمة في تحديد مستقبل محادثات السلام مع اسرائيل. وكان المفاوضون الفلسطينون والاسرائيليون قد أنهوا الجولة الثانية من المفاوضات يوم الأحد الماضي في قاعدة بولينج الجوية بالقرب من واشنطن،والتي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق اطار حول التسوية النهائية بنهاية أيار مايو القادم. وصرح مسؤولون فلسطينيون ان المحادثات لم تسفر عن تقدم ملموس، إلا أن الجانبين تبادلا وثائق تحدد المواضيع التي يجب ان يتضمنها اتفاق الاطار. وقال المراقبون انه من المرجح أن يناقش كلينتون وعرفات اقتراحاً قيل إن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تقدم به للاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح على 70 في المائة من الضفة الغربية بينما تستمر المحادثات حول قضايا شائكة مثل مستقبل مدينة القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين. وذكرت تقارير الصحف الاسرائيلية ان باراك يرغب ايضاً في ضم حوالي عشرة في المائة من أراضي الضفة الغربية التي اقيمت عليها معظم المستوطنات اليهودية التي يعتبرها الفلسطينيون غير قانونية. وفي رد على هذه الاقتراحات قال عمرو موسى: إنه لا يرغب في الخوض في التفاصيل قبل اجتماع عرفات وكلينتون، مضيفاً إننا لا نرى ذلك ممكناً أو جديداً ولا يمكن أن يقبله الفلسطينيون . واضاف موسى ان المسار الفلسطيني معقد جداً وان هناك العشرات من الاقتراحات للتوصل إلى تسوية ونأمل أن يحقق اجتماع واشنطن تقدماً . وكان باراك وكلينتون قد صرحا عقب اجتماع عقداه في واشنطن الأسبوع الماضي انهما يرغبان في دفع المسار الفلسطيني في الوقت الذي لا تلوح فيه أية امكانية لتحقيق انفراج في المحادثات مع سوريا. من جهة ثانية أكد مسؤول فلسطيني ان الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حق مشروع كفلته قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي. وقال رئيس الدائرة السياسية الفلسطينية فاروق القدومي ان قرار اعلان الدولة الفلسطينية لن يكون تكتيكاً تفاوضياً أو وسيلة ضغط سياسية. وأوضح في تصريحات للصحفيين ان هناك التزاماً دولياً حتى من الدول التي تعتبر صديقة لاسرائيل بالاعتراف بسيادة الدولة الفلسطينية التي تعنى انسحاب القوات الاسرائيلية من جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م وفي مقدمتها مدينة القدس. وأشاد القدومي بقرار مجموعة الدول الأوروبية القاضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية حال الاعلان عن قيامها المقرر في شهر ايلول سبتمبر القادم. وأكد حتمية عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم خلال المرحلة المقبلة تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن.