**في ملامحنا المخبوءة في وجوهنا التي نطل بها إلى الداخل,. ثمة مفازات عظيمة,, ماتزال بكراً,. ندلف لها حيناً لكننا لانكتشفها بالكامل,. نعبرها وتعبرنا,,ونسير بهاوفيها تلك الذات التي ترقد في دواخلنا لايعرفها أحدٌ سوانا ولايقرؤها أحد غيرنا,. **ومهما سعينا إلى أن نكون كما نحن أمام الناس فلن نستطيع,, ومهما تكررت محاولاتنا في أن نجعل ملامحنا التي تسافر في خبايا أنفسنا هي ذاتها التي تشتعل في أعين من حولنا فلن نحظى بالنجاح,. لأننا لن نجد المرايا الصادقة,. ولن نعثر عليها صافية ملتمعة ترمم صدقنا كماهو,. ولن نجدها قادرة على احتواء أحزاننا الدافئة وبثها في صورة متميزة تجتاز عيون الآخرين الى قلوبهم,. لن نجد المرايا,. وستعز علينا بصدقها وأمانتها,. وسيظل كل هذا الدفق من العذرية والتسامح واللغة المتوردة في حنايا القلب,. ينعكس بغير عذوبته,. ويظهر متلوناً لاتستوعبه المرايا,, ولن تدرك المرايا ذات دهشة أننا حين نحزن,. نستحيل إلى بشر حقيقيين,. مغسولين بطهارة العودة إلى فطرة الأشياء,. إلى بياض الحقيقة وسنبقى بكل أنات الألم التي تختلج في قلوبنا المجروحة نطمح لان نحظى بالمرايا التي لاتكذب لاتخاذع لا تحيل صدقك ودفأك إلى برد وقشعريرة تبثها في ذاكرة الناس,. وسنبقى ومهما طال اغترابنا عن لغة الحزن,. مكبلين بسخونة دمعه وثمة احتراقات موجعة تذيب تراكمات الجليد عن ذواتنا الصامتة!! **رائحة مطر قد يبلغ الكاتب سنام الثقة في قلمه فيظنه قادراً على ترجمة مشاعره ورسمها كماهي في أعين قرائه حين تلم به التجارب وآلامها,. لكنه يكتشف ذات لحظة ألم ان الآلام العظيمة لاتستيقظ أبداً على فضاءات الورق!