مازالت الحكومة الاسرائيلية مصممة على بيع بكين طائرة من طراز اواكس رغم الضغوط الامريكية والمح رئيس الوزراء ايهود باراك الى ذلك موضحاً أن بلاده تعلق أهمية كبيرة على علاقاتها مع الصين وعلى مصداقيتها . لكن الدولة العبرية تبحث مع ذلك عن تسوية صعبة تسمح لها بحماية مصالحها التجارية وعلاقاتها مع الصين من دون أن يؤثر ذلك على علاقاتها مع واشنطن أكبر حلفائها . وتعتبر الولاياتالمتحدة أن حيازة الصين هذا الطراز من الطائرات طائرة نقل روسية من طراز ايليوشين76 ادخلت عليها شركة اسرائيلية تعديلات سمحت بتزويدها بجهاز رادار بالغ التطور سيحدث تغييراً في التوازن الاستراتيجي الهش في بحر الصين بين بكين الشيوعية وتايوات الحليف الوفي لواشنطن . ورفض باراك رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الصيني القول بوضوح ما اذا كان تسليم الطائرة سيحصل , ولكنه قال نعلق أهمية كبيرة على علاقاتنا مع الصين وعلى صداقتينا . وأضاف نحن مدركون تماماً لقلق الامريكيين وحساسيتهم بالنسبة لهذه المسألة مضيفاً أن الولاياتالمتحدة هي صديق كبير لاسرائيل طبعاً . وأكد وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي أمس في اشارة واضحة الى الجنود الامريكيين المتمركزين في اسطول المحيط الهادي ويمكن ان ينجروا في نزاع بين الصينوتايوان وان اسرائيل لم ولن تفعل اي شيء يعرض المصالح الامريكية للخطر وبالتأكيد لن تفعل اي شيء يعرض الجنود الامريكيين للخطر . وكان ليفي يتحدث في تل ابيب قبل لقاء مرتقب مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين الذي التقى بعد ذلك رئيس الوزراء ايهود باراك . وقال ليفي للصحافيين لم نفعل شيئاً من وراء ظهر الولاياتالمتحدة. وأضاف ليفي أن الولاياتالمتحدة تعرف جيدا اننا لا ننتهك اي قانون وتابع لم نقم بنقل اي تكنولوجيا او خبرة امريكية موضحاً ان القضية اخذت ابعاداً أكبر من حجمها . وختم قائلاً اعتقد اننا سنتوصل الى تسوية لهذا الموضوع من دون ان يذكر اي شكل يمكن ان تتخذه هذه التسوية . وكان رئيس الكنيست الاسرائيلي ابراهام بورغ الذي يتمتع بنفوذ كبير جداً في اسرائيل صرح صباح الخميس ان على اسرائيل احترام عقدها مع الصين وبيعها طائرة واحدة من طراز اواكس وعدم بيعها بعد ذلك اي طائرة اخرى من هذا النوع . وقال بورغ اعتقد انه يتعين على اسرائيل تنفيذ العقد ببيع طائرة لأن هناك عقداً والعقد يجب أن لا ينقض لكن علينا أيضاً عدم المضي الى ما هو أبعد . ويتيح العقد الذي تبلغ قيمته 250 مليون دولار للصين امكانية شراء طائرات اضافية من هذا النوع وابدت بكين على مايبدو عزمها على استخدام هذا الخيار . وكان بورغ يتحدث الى الصحافيين في ختام لقاء استمر حوالي الساعة مع الرئيس الصيني . وقد ابدى بورغ تفهماً للحجج الامريكية المتعلقة بأمن تايوان التي شبه عزلتها بعزلة اسرائيل في الشرق الأوسط . ولدى استقباله جيانغ في الكنيست قال بورغ المعروف بصراحته نعتقد ان مستقبل شعبينا يجب ان يكون مستقبل تعاون وتعامل بالمثل يرتكز على قيم وفلسفات انسانية وليس بالضرورة على التجربة المأساوية للشعوب أو على التبادل العسكري وحده . وتشهد العلاقات الصينية الاسرائيلية التي سبقت اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1992 نمواً كبيراً حالياً ولا سيما في المجال العسكري . ورأى بورغ أن اسرائيل مالت الى الانطواء في المأزق الحالي مع الولاياتالمتحدة بتفضيلها المجال العسكري في علاقاتها مع الصين . وقد بدأ جيانغ يوم الأربعاء زيارة رسمية تستغرق ستة أيام لاسرائيل ستقوده أيضاً الى الاراضي الفلسطينية .