اعتقلت القوات الأمريكية بالتعاون مع القوات العراقية 44 مشتبهاً بهم في عملية عسكرية قامت بها بجنوببغداد في المنطقة التي يطلق عليها اسم (مثلث الموت) وذلك حسب ما أعلنه الجيش الأمريكي في بيان أصدره أمس الخميس. وقال البيان: إن (جنوداً من المارينز تمكنوا بالتعاون مع قوات أمن عراقية من اعتقال 44 مشتبهاً بهم أمس الأول الأربعاء جنوبيبغداد في عملية ضد مواقع المتمردين، مما رفع عدد المعتقلين إلى 600 شخص خلال خمسة أشهر). وأوضح البيان أن هؤلاء الأشخاص تم وضعهم قيد الاعتقال ولم يطلق سراح أي منهم على عكس عمليات الاعتقال الأخرى التي تجري في بقية أنحاء العراق. وكان الجيش الأمريكي قد شن عمليتين في هذه المنطقة الأولى في تشرين الأول - أكتوبر الماضي والثانية في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي. وتقع مدينتا اللطيفية والمحمودية في هذه المنطقة التي يطلق عليها اسم (مثلث الموت) لكثرة ما شهدت من عمليات خطف لعراقيين وأجانب وهجمات على قوافل عسكرية وعمليات قتل استهدفت مسافرين وزوار المزارات الشيعية. وعثر على العديد من الجثث في هذه المنطقة قبل أن تشن القوات المتعددة الجنسيات عملية واسعة فيها في 23 تشرين الثاني - نوفمبر للقبض على المقاتلين والخارجين على القانون. وعلى الصعيد الميداني ففي بغداد قتل جندي أمريكي وأصيب اثنان آخران في انفجار قنبلة على جانب الطريق أمس الخميس، وذلك حسب ما ذكره الجيش الأمريكي، وقد وقع الانفجار حوالي الساعة الثامنة صباحاً (5.00 بتوقيت جرينتش) في حي بغرب العاصمة، ولم تتوافر معلومات أخرى. والقنابل الموضوعة على جوانب الطرق من بين أكثر الوسائل التي يستخدمها المقاتلون ضد قوات الاحتلال التي تقودها الولاياتالمتحدةبالعراق. وقال قادة عسكريون إن ما يصل إلى 30 في المائة من الجنود الذين قتلوا أو أصيبوا في العراق سقطوا نتيجة مثل هذه القنابل. ولقي أكثر من 1030 جندياً أمريكياً حتفهم في عمليات بالعراق منذ بداية الحرب وأصيب ما يقرب من عشرة آلاف معظمهم بجروح خطيرة. كما قتل شرطي وأصيب آخر بجروح خطيرة أمس الخميس نتيجة سقوط قذيفة كاتيوشا أمام أحد مقرات الشرطة في مدينة بغداد، حسبما أفاد ضابط في الشرطة العراقية، وقال الضابط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: إن (قذيفة من طراز كاتيوشا سقطت عند الساعة 7.10 بالتوقيت المحلي من صباح أمس (الساعة 4.10 ت غ) على الشارع العام أمام مركز شرطة المأمون ومديرية شرطة المنصور المتلاصقين في منطقة المنصور غربي بغداد). وأضاف أن (الانفجار أدى إلى مقتل شرطي وإصابة آخر بجروح خطيرة نقل على أثرها إلى إحدى المستشفيات). وأوضح الضابط أن (هذه هي المرة الثالثة التي يتعرض لها هذا المركز إلى هجمات صاروخية لكنها المرة الأولى التي تؤدي إلى وقوع ضحايا). كما قتل تسعة أشخاص وأصيب 13 آخرون بجروح أمس الأول عندما صدم انتحاري بسيارة ملغومة حاجز تفتيش للقوات العراقيةجنوبيبغداد وذلك حسب ما ذكره ضابط في الحرس الوطني العراقي في اتصال هاتفي. وأضاف أن مهاجماً انتحارياً قاد سيارته بسرعة كبيرة وصدم بها حاجز التفتيش عند المدخل الشمالي الشرقي لبلدة اللطيفية. وكانت حركة المرور كثيفة في ذلك الوقت، ودمر الانفجار حوالي خمس سيارات مدنية. وقال مشاة البحرية الأمريكية في المنطقة إنهم يجرون تحريات بشأن انفجار تضمن فيما يبدو سيارة صهريج لنقل الوقود في المحمودية. ويبدو أن هذا يشير إلى نفس الحادث لأن المحمودية تقع على بعد ثلاثة كيلومترات شمالي اللطيفية. وقال الضابط إن من بين القتلى أفراداً من الحرس الوطني والشرطة الذين يعملون في حاجز التفتيش قرب الطريق الرئيسي الذي يربط بغدادبجنوبالعراق وكذلك مدنيين. وفي تكريت قتل أحد عناصر الحرس الوطني العراقي وأصيب اثنان آخران بجروح أمس الخميس في انفجار عبوة ناسفة على طريق دوريتهم في تكريت شمالي بغداد، حسبما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس. وقال النقيب علي يوسف من قوات الحرس الوطني العراقي في محافظة صلاح الدين: إن (علاوي حسين أحد عناصر الحرس قتل وأصيب اثنان آخران بجروح عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على حافة الطريق على دوريتهم بالقرب من مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد). وأضاف أن (العبوة انفجرت عند حوالي الساعة 6.00 بالتوقيت المحلي من صباح أمس (الساعة 3.00 ت غ). وفي الناصرية عثر أمس الخميس على جثة شرطي مقتول بالرصاص وفق مصادر الشرطة العراقية، كما اختطف مجهولون عراقيون اثنين في هذه المنطقة والتي نادراً ما تشهد حوادث من هذا النوع. وأوضح المقدم محمد هبيل مساعد مدير شرطة محافظة ذي قار (مركزها الناصرية) أنه (عثر على جثة الشرطي حسين سهر في مياه نهر الفرات على بعد 5 كلم شمال الناصرية). وقال: (اختفى الشرطي منذ ثلاثة أيام وعثر على جثته مصابة بعد طلقات نارية في الرأس). من ناحية أخرى وفي المحافظة نفسها خطف مجهولون عراقيون اثنين، وأكد المهندس عبد الله ساجت مدير سكك حديد ذي قار (إن مسلحين مجهولين اختطفوا صباح أمس الخميس في منطقة لقيط (60 كلم جنوب الناصرية) سائق مقطورة لصيانة السكك الحديد ومساعده) فيما كانت متوجهة من الناصرية إلى البصرة (550 كلم جنوببغداد). يشار إلى أن محافظة ذي قار في جنوب شرق العراق تشهد هدوءًا منذ أشهر ويعود اختطاف شرطي فيها وقتله على يد مجموعة إرهابية إلى أواخر تشرين الأول - أكتوبر الماضي. وفي المحمودية قتل سبعة أشخاص وأصيب 52 آخرون بجروح في انفجار صهريج غاز أمس الأول الأربعاء في المحمودية في حصيلة جديدة وفق مصادر المستشفى العام في المدينة التي تقع على بعد 30 كلم إلى الجنوب من بغداد. وقال مدير مستشفى المحمودية العام داود الطائي (الحصيلة الأخيرة لانفجار يوم أمس الأول يشير إلى سقوط سبعة قتلى و52 جريحاً بينهم 18 بحالة خطيرة). وكانت الحصيلة الأولى أشارت إلى سقوط خمسة قتلى وعشرين جريحاً في الانفجار الذي لم يعرف إن كان ناجماً عن صهريج مفخخ أو صهريج يحمل غازاً. وكان الطائي أكد أمس الأول أن الاعتداء نجم عن تفجير (صهريج مفخخ). بالمقابل أكد مصدر أمريكي انفجار صهريج في المكان، مشيراً إلى أن ذلك (لا يعني بالضرورة أنه من فعل المتمردين). وقال النقيب ديفيد نفرز من قوات المارينز (سنساعد الشرطة العراقية في التحقيق وسنعرف تفاصيل أدق لاحقاً). وكان مستشفى المحمودية داود الطائي قد أكد سابقاً لمراسل فرانس برس في اللطيفية (10 كلم جنوب المحمودية) في اتصال هاتفي أن الانفجار (أوقع العديد من القتلى والجرحى)، ووقع الانفجار عند الساعة السادسة والنصف مساء (15.30 ت غ) في وسط المحمودية وأن العديد من الجرحى نقلوا إلى مستشفيات بغداد.
