خيبة أمل عريضة ارتسمت على وجوه القدساويين أحمد الزامل، جاسم الياقوت، عماد المحيسن، وليد الناجم والمدرب أحمد العجلاني.. ولعل الأخير كان الأكثر حرقة وحسرة.. توجهت نحوه بعد أن صلى المغرب في غرفة الملابس القدساوية.. وسألته: هل فرطتم في فرصة ذهبية كانت في متناول اليد عندما لعبتم بثلاث فرص أمام الأهلي بين جماهيركم؟ ردّ قائلاً بعد تنهيدة: (نعم.. فرطنا وأقولها مرتين.. فرطنا في الترشح للمربع الذهبي كان يكفينا التعادل أو حتى الهزيمة بفارق هدف لكن دعني أقول مبروك للأهلي). وانصرف المدير الفني للقادسية بعدها إلى انتقاد لاعبي فريقه الأجانب جوزيه سوسا والمهاجم جاك جون خاصة الأخير عندما أضاع هدفاً محققاً 100% بعد مواجهته للحارس الأهلاوي في الشوط الثاني في منطقة الجزاء، حيث قال: (يحز في نفسك كمدرب أن ترى مثل هذه الفرصة تضيع من لاعب فريقك خاصة إذا كان أجنبياً.. والأمرّ من ذلك أنه يضيّع الفرصة بكل دم بارد ويكمل المباراة بلا مبالاة، وصدقني لقد عانيت مراراً وتكراراً مع لاعبي الفريق الأجانب فهم لا يفهمون ما أقول وليس لدي مترجم ينقل كلامي لهم بوضوح وطلبت مترجماً لكن لم يتوفر لي..). هنا تدخلت مباشرة وقلت له: (ولكن هذه المسألة التي أثرتها في تصوري أنها شأن إداري بحت.. فما رأيك).. فقال: (خليني ساكت.. ولا تعليق)! وأردف يقول: (تحدثت مع اللاعبين قبل المباراة أن يركّزوا على مباراة الأهلي يجب أن يتخطوا عقبة الأهلي أولاً ثم يفكروا في مباراة الاتفاق لكن لا حياة لمن تنادي.. لقد أضاعوا. جهود ثلاث مباريات من التعب والسفر هباءً). * * * * رئيس هيئة أعضاء شرف القادسية أحمد الزامل خرج من ملعب المباراة والأسي بادٍ على محيَّاه.. بعد أن تابع أحداث اللقاء من غرفة خاصة في الكبائن العلوية لاستاد الأمير محمد بن فهد وقد أسرَّ لي عتبه البالغ على معلِّق المباراة خالد الدحيلان بقوله: (رغم أنه قدساوي ونحن أول من دعمه وقدمه في مشواره كمعلِّق إلا أنه تحامل علينا أثناء تعليقه ووصفه للمباراة، نحن لا نريد سوى حقنا من الحياد لا نريده أن ينحاز للقادسية لكن يعلِّق بحيادية وواقعية لكنه مال مع الأهلي كثيراً ويبدو أن هذا قدرنا مع محبي القادسية - قالها بمرارة - لعب فريقنا بانضباط وتركيز في الشوط الأول وفي الثاني أضعنا هدفاً مؤكداً واحتسب علينا الحكم ضربة جزاء غير صحيحة وفرطنا في فرصة كانت قريبة لنا..) الزامل حرص على مواساة القدساويين الذين تابعوا المباراة في المنصة عقب المباراة يتقدمهم الرئيس الياقوت والمحيسن وفريد الشهراني. * * * ياقوت.. النظام غير عادل * من جهته تابع رئيس القادسية أحداث الشوطين بتوتر نوعاً ما.. خاصة عندما أبدى شكّه في تجاوز كرة جوزية سوسا خط المرمى في الشوط الأول، بل طالب مخرج المباراة سعد القميزي بين الشوطين بضرورة إعادة اللقطة للوقوف على مشروعية الهدف.. لكنه قال لي عقب المباراة: (أعتقد أن لنا هدفاً لم يحتسبه الحكم في الشوط الأول وشاهدته في الإعادة البطيئة وأنت يا أخي تقول إن الكرة لم تتجاوز بكامل محيطها خط المرمى.. لكن أقول أيضاً إن الحكم احتسب ضربة جزاء للأهلي غير سليمة جاء منها الهدف الثاني الذي أسهم في إحباط معنويات لاعبينا، كما وزع الحكم البطاقات الصفراء بشراهة على لاعبينا. وأضاع مهاجمنا جاك جون هدفاً مؤكداً لو سجله لتغيّرت ملامح المباراة في شوطها الثاني.. وعموماً نظام البطولة حرمنا من فرصة التأهل، فالتعادل في النقاط والأهداف كان يفرض أشواطاً إضافية لكن النظام خدم الأهلي على حساب القادسية). * * * * مدير الكرة القدساوية الإداري الهادئ وليد الناجم لم يختلف في تأثره وأساه عن الآخرين.. لكنه كشف أمراً غاية في الأهمية يتعلّق باللاعبين حينما قال: (دائماً أبو فرصتين أو ثلاث يخسر.. ومشكلة لاعبينا أنهم دخلوا مباراة الأهلي وهم يفكرون في مواجهة الاتفاق في مباراة دور الأربعة وهذا الخطأ الذي وقعوا فيه رغم أننا تحدثنا معهم في هذا الأمر قبل المباراة بضرورة التركيز على مباراة الأهلي أولاً.. وأعترف بأننا فرطنا في الفوز ولنا ضربة جزاء لم يحتسبها الحكم في الشوط الثاني ولنا هدف صحيح لم يحتسب في الشوط الأول). وعندما سألته عن مستوى الأجانب في فريقه وظهورهم بمستوى متواضع خاصة المهاجم جاك جون قال: (حتى لاعب الأهلي الأجنبي بتشارا لم يظهر بمستوى جيد). هكذا رصدت (الجزيرة) ردة الفعل القدساوية التي جاءت بطعم المرارة بعهد أن تجرعوا كأس الهزيمة لتصبح خيبة الأمل عنوان الليلة القدساوية رغم الأجواء الربيعية التي غطت سماء وأجواء المنطقة الشرقية يوم الثلاثاء.
