(السعوديون والإرهاب .. رؤى عالمية) هو عنوان الكتاب الجديد الذي يجري العمل على إصداره حالياً ، بمشاركة عدد من المفكرين والسياسيين وأساتذة الجامعات ، وهو غير مسبوق من حيث الطرح والتناول لموضوع الإرهاب ، وموقف السعوديين منه من خلال رؤى عالمية ذات خلفيات ثقافية وحضارية متباينة. صرح بذلك الدكتور محمد بن سعود البشر ، أستاذ الإعلام السياسي المشارك بجامعة الإمام بالرياض ورئيس الفريق العلمي ، وأضاف أن عدد المشاركين في هذا المشروع العالمي بلغ ستة وعشرين عالماً وباحثاً وأكاديمياً من مختلف أنحاء العالم ، وتحديداً من الولاياتالمتحدة ، فرنسا ، ألمانيا ، روسيا ، اليونان ، أذربيجان ، مصر ، السودان والسعودية. وعن أهم المحاور التي يتناولها الكتاب ، يقول الدكتور البشر : ان الإصدار يتألف من عدة محاور يركز أحدها على الإرهاب من حيث انه ظاهرة عالمية لا وطن لها ولا دين ، وان محاربته يجب أن تتم من خلال إجماع المجتمع الدولي على تحديد مفهومه ، وأن أي محاولة انتقائية للكيل بمكيالين في هذا الأمر لن تؤدي إلى القضاء على هذا الوباء وإنما سوف تؤججه وتزيده اشتعالاً ، وان على العالم - والحديث للدكتور البشر - إذا ما أراد فعلاً محاربة ظاهرة الإرهاب ، ان يبتعد عن النزعات العدائية التي تثير الشعوب الأخرى ، وكذلك المواقف - على وجه الخصوص الغربية المتلونة من قضية الإرهاب ، وأن السبيل الوحيد لذلك هو الحوار - وليس الصدام - بين الحضارات. يتناول الكتاب كذلك أسباب ودوافع الإرهاب العالمي وتاريخ الجماعات الإرهابية في الغرب ، وكيف أن هذه الجماعات تثير الكراهية وتؤجج نيران الصدام مع الآخر ، كما يتناول الكتاب موقف الإسلام من الإرهاب ومحاربته لهذه الظاهرة ، وبيان ان علاقة المسلمين مع غيرهم مبنية على السلم الذي هو الأصل وليس الحرب ، والتي يلجأ إليها عند الضرورة وأن الإسلام دين سلام وليس دين استسلام. وأشار الدكتور البشر إلى أن الإصدار الجديد يتناول كذلك موقف المملكة حكومة وشعباً من ظاهرة الإرهاب ومعاناتها قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م ، إذ سبق أن طالبت دول العالم بالعمل يداً واحدة من أجل القضاء على الإرهاب بكافة صوره وأشكاله ، وفي هذا الصدد - يقول الدكتور البشر - يحاول الكتاب كشف النقاب عن الشبهات التي تثار عن علاقة الحكومة السعودية بتنظيم القاعدة وكذلك الوهابية وشبهة تصدير الإرهاب. ومن الجوانب التي يغطيها الكتاب أيضاً الحملات الإعلامية ضد المملكة في وسائل الإعلام الغربية وعلى وجه الخصوص الأمريكية ، والتي قويت واشتد عودها في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، يناقش الكتاب منطلقات هذه الحملات ، ويبين من هم الذين وراءها وإلى أي مدى تستهدف هذه الحملات النيل من ثوابت المملكة وعلاقاتها الخارجية ومواقفها السياسية من قضايا بعينها مثل قضية فلسطين على وجه التحديد. يصدر الكتاب عن دار غيناء للنشر ، التي سبق وأن أصدرت كتاب (خطاب إلى الغرب .. رؤية من السعودية) ، الذي أعده نخبة من العلماء والمثقفين السعوديين وطبع باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.